Advertisement

إقتصاد

متاجر جنوب لبنان "تتحدى الدّمار".. إصرار على العمل مُجدداً!

Lebanon 24
07-02-2025 | 12:00
A-
A+
Doc-P-1317089-638745304008798289.jpg
Doc-P-1317089-638745304008798289.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشر موقع "العربي الجديد" تقريراً تحت عنوان "قرى جنوب لبنان المكلومة... إصرار على عودة العمل رغم الدمار الواسع"، وجاء فيه:
 
 
Advertisement
على وقع العودة التدريجية لأهالي القرى الحدودية جنوبي لبنان وانطلاق أعمال المسح في البلدات التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي بدأت ملامح الدمار تتكشّف وتظهر آثار العدوان الإسرائيلي اقتصادياً وسط تقديرات دولية بخسائر تتخطّى الـ8 مليارات دولار.
 

ومنذ 26 كانون الثاني الماضي، تاريخ انقضاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مع دخوله حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، بدأ السكان يعودون إلى أرضهم، ويتفقّدون الأضرار التي طاولت منازلهم ومؤسساتهم ومحالهم التجارية وأرزاقهم، مصمّمين على البقاء رغم التهديدات الإسرائيلية واستمرار الاعتداءات على المدنيين وعمليات التفجير والنسف، ورغم انعدام مقومات الحياة والخدمات الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء وغيره.

جولة في بعض القرى
 
في جولة لـ"العربي الجديد" على بعض القرى الحدودية جنوبي لبنان، منها يارون، وعيتا الشعب، ومارون الراس، رصدنا حجم الدمار الكبير الذي طاول البنى التحتية والطرقات والأراضي الزراعية والمنازل والوحدات السكنية، والسيارات، والمؤسسات والسوبرماركات والمساجد والصيدليات ومحطات البنزين، والمستشفيات والمراكز الصحية، وغيرها من المحال التي إمّا سُوّيت بالأرض وإمّا التي تضرّرت بشكل يضعها خارج نطاق العمل، ويجعل الأهالي العائدين غير قادرين على الوصول إلى أبسط المواد والسلع الأساسية للعيش والصمود.

وفي الطريق إلى القرى، كان المسار صعباً جداً، حيث امتلأت الشوارع بالحجارة، والزجاج المتناثر من الأبنية والمؤسسات، ورُكنت على جنبها السيارات المتضررة والمتفحمة، ولا يكاد المرء يمكنه إيجاد محل بقالة غير مدمّر أو صالح لفتح أبوابه أمام الزبائن، فكان التعويض ببعض الأكشاك لتلبية حاجات العائدين من خبز ومياه وقهوة وغيرها من المواد الأساسية.

عودة إلى العمل بما تيسر
 
وبانتظار انتهاء عمليات المسح من جانب السلطات الرسمية والأحزاب الفاعلة في المنطقة، لتقديم المساعدات والتعويضات للمتضررين، كان لافتاً مسارعة أصحاب المحال والمؤسسات إلى بدء أعمال التنظيف ورفع الزجاج والركام، وتنفيذ ورش سريعة لمعاودة العمل بما توفّر وتيسّر بهدف تسيير أمور الناس والتشجيع على العودة، ومن ضمن هؤلاء، المواطن محمد رشيد نصار الذي تعرّضت استهلاكيته (متجره) في بلدة عيتا الشعب الحدودية لأضرار كبيرة، وتَلِفت كلّ البضائع فيها، ومع ذلك، يصمّم على فتح أبوابها في أقرب وقت ممكن لتلبية حاجات الأهالي.


نصار عاد إلى بلدته عيتا الشعب منذ اليوم الأول على انقضاء مهلة الستين يوماً، أي في 26 كانون الثاني الماضي، وتوجّه فوراً إلى استهلاكيته التي تشكل مصدر رزقه الوحيد منذ 25 عاماً، ليجدها متضررة بشكل كبير، والبضائع فيها تالفة، من مواد غذائية وسلع أساسية، علماً أنه سبق أن زارها قبل توسّع العدوان في شهر أيلول الماضي، لكن العدو واصل أسلوب الخراب والأذية خلال فترة الهدنة وعمّق من الخسائر والدمار.
 
يقول نصار لـ"العربي الجديد": "المنظر مؤذٍ والأرزاق راحت، والرزق غال على أصحابه، لكن الهمّة والثقة بربّنا موجودة، ما يعطينا العزيمة والقوة على الوقوف والصمود والعمل على إعادة بناء بلادنا وأرضنا التي ورثناها عن أجدادنا أقلّه لأولادنا وأحفادنا حتى يكمّلوا المسيرة".

ويشير نصار إلى أنّ "الخسائر كبيرة جداً، فعدا عن الأضرار التي أصابت المحل، فكل البضاعة على الرفوف إما تضرّرت أو باتت منتهية الصلاحية، ولكن إيماننا يبقى موجوداً وقوياً وسنعيد الإعمار".
 
ويضيف: "المحل والمستودع الذي فيه البضائع يشكلان مصدر رزقي الوحيد وخسرتهما من جراء العدوان، وبقيت طيلة فترة الحرب عاطلاً عن العمل، وهمّي الوحيد اليوم أن أعيد الحياة إلى بلدتي، ورغم أن أحداً لم يكشف عن الأضرار حتى الساعة من الجهات الرسمية، فأنا بدأت سريعاً أعمال الصيانة والتصليح، لإعادة تشغيل الاستهلاكية، ليس للكسب المادي، بل بهدف تأمين حاجات الناس أقله من خبز ومياه ومواد أساسية، لحثهم وتشجيعهم على العودة، فانعدام السلع والخدمات الأساسية من شأنه أن يصعّب عملية العودة".
 
من جانبه، بدأ أحد أصحاب كراجات تصليح السيارات في بلدة عيتا الشعب، بتنظيف المحل ورفع الزجاج المتناثر والألواح الحديدية بمساعدة من بعض الشبان والجيران، "فالعالم لبعضها" كما يقول لـ"العربي الجديد"، ويضيف: "هنا الأضرار كبيرة جداً في البلدة، حيث نسف الاحتلال معظم أحيائها ومنازلها ومحالها، وتعمّد تنفيذ سياسة النسف والتفجير والجرف، وغالبية الطرقات أصبحت غير سالكة، ويصعب حتى الوصول إلى محلّي الذي أعمل فيه ميكانيكياً، ورغم ذلك، أريد تكثيف ورش العمل لفتح أبوابه بأقرب وقت، من أجل إظهار قدرة البلدة على العودة والوقوف من جديد".
 
ويلفت المواطن الجنوبي أيضاً إلى أنّ "الأضرار في القرى الحدودية كبيرة جداً، لا بل زادت خلال فترة الهدنة، حيث إن العدو منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي ولغاية اليوم، يقوم بعمليات نسف وتفجير للبنى التحتية والطرقات والمنازل والمؤسسات، في إطار سياسة الأرض المحروقة، ودخل بلدات لم يتمكن من الدخول إليها طيلة فترة الحرب، الأمر الذي عمّق الخسائر، ولكن مع ذلك فإنّ حب أهالي الجنوب لأرضهم وتعلّقهم بترابها وعشقهم لطبيعتها سيبقيهم فيها، ويدفعهم إلى العمل سوياً لإعادة بنائها لتعود كما كانت وأفضل حتى". (العربي الجديد)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك