Advertisement

خاص

ماذا يريد ترامب فعليا في الشرق الأوسط؟.. تقرير لـ"The Hill" يكشف

Lebanon 24
09-02-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1317853-638746935605760365.jpg
Doc-P-1317853-638746935605760365.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أذهل المعجبين به ومنتقديه في آن عندما قال يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة يجب أن "تتسلم" غزة "على المدى الطويل" وأن يغادر 2.2 مليون فلسطيني إلى أماكن غير محددة. ومع ذلك، في اليوم عينه، أدلى ترامب بتصريحات من شأنها أن تزعج الصقور الإسرائيليين. فقد عارض بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وطالب إسرائيل بتنفيذ صفقة الرهائن مع حماس التي تتطلب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ووقع على أمر تنفيذي يزيد الضغوط الاقتصادية على إيران".
Advertisement
 
وبحسب الصحيفة، "في الوقت عينه، دعا ترامب طهران إلى التفاوض، وحدد سقفاً منخفضاً للامتثال، وهو عدم امتلاك أسلحة نووية، واستبعد العمل العسكري. وقد استجاب وزير الخارجية الإيراني بالفعل بشكل إيجابي. وهذا يثير سؤالاً: هل يريد ترامب المواجهة مع الدول العربية بشأن التهجير القسري للفلسطينيين، أم أنه يريد الاستقرار الإقليمي من خلال الدبلوماسية؟ لفهم منطق ترامب، يتعين علينا أن ننظر إلى العالم من خلال عينيه. ففي حين يرى العديد من خبراء السياسة الخارجية أن نهجه غير منتظم، فإن ترامب يعمل انطلاقاً من منطق تخلى عنه هؤلاء الخبراء منذ فترة طويلة: فن الجغرافيا السياسية. وهو يدرك أن القوة في القرن الحادي والعشرين تتوقف على السيطرة على ممرات التجارة".
 
وتابعت الصحيفة، "على مدى عقود من الزمان، رفض علماء العلاقات الدولية الجغرافيا باعتبارها قديمة، على افتراض أن العولمة قد سوَّت العالم. ومع ذلك، فإن الجبال والصحاري والبحار تخلق نقاط اختناق حيث يمكن للدول والجهات الفاعلة غير الحكومية تعطيل التجارة والتأثير على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن ترامب يدرك تمام الإدراك هذه القيود. ويعكس اهتمامه بغرينلاند موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة الناشئ في المحيط المتجمد الشمالي، في حين يؤكد تركيزه على قناة بنما على إيمانه بالسيطرة على نقاط الاختناق البحرية الرئيسية. وتتبع استراتيجيته في الشرق الأوسط نفس المنطق: تأمين ممرات تجارية تتجاوز منافسين مثل إيران وروسيا. ولهذا السبب فإن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يشكل أهمية مركزية لرؤيته".
وأضافت الصحيفة، "قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا، اعتمدت الصين على الممر التجاري السيبيري لنقل البضائع براً إلى أوروبا عبر روسيا وبيلاروسيا. ولكن بعد غزو عام 2022، قطعت العقوبات الغربية هذه الصلة الحيوية. وفي أيلول 2023، أعلن الرئيس السابق جو بايدن عن الممر الاقتصادي في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، مما أدى إلى إنشاء طريق تجاري مباشر من الهند عبر المملكة العربية السعودية وإسرائيل إلى أوروبا، متجاوزًا روسيا وإيران تمامًا. وهدفت خطوة بايدن إلى تحقيق ثلاثة أهداف: إنشاء طريق تجاري جديد بين الشرق والغرب، تقديم بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وسحب الهند بعيدًا عن الكتلة الاقتصادية الصينية الروسية نحو الغرب".
 
وبحسب الصحيفة، "بالنسبة لحماس وإيران، كان الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يشكل تهديدًا وجوديًا. فقد رأت حماس فيه تعميقًا للتطبيع السعودي الإسرائيلي، وتقويضًا لقضيتها. وفي الوقت عينه، استثمرت إيران بكثافة في ممر النقل الدولي من الشمال إلى الجنوب، وهو طريق تجاري منافس يربط بين روسيا وإيران والهند من خلال شبكة من السكك الحديدية والطرق السريعة والموانئ. وكان ممر النقل قيد الإنشاء منذ عام 2002، حيث ضخت إيران وروسيا مليارات الدولارات في بنيته التحتية. في الواقع، كانت هذه هي الخلفية الجيوسياسية لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول والحرب التي أعقبته. وصعّدت إيران الصراع إلى أزمة إقليمية، باستخدام حزب الله والحوثيين والفصائل المتحالفة معهم لضرب إسرائيل. ولكن على الرغم من جهود إيران، أسفرت الحرب عن فشل استراتيجي لطهران: فقد أضعفت الولايات المتحدة وإسرائيل التحالف الإقليمي لإيران، وتعرضت حماس وحزب الله لضربات كبيرة، واقترب الاقتصاد الإيراني من الانهيار. إذاً، لقد جاءت مقامرة طهران من خلال شن حرب لمنع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بنتائج عكسية".
 
وتابعت الصحيفة، "يرى ترامب في ما سبق فرصة. فهو لا يسعى إلى فك الارتباط بالشرق الأوسط، بل إنه يريد إعادة تأكيد الهيمنة الأميركية. وهو يعتقد أن الحفاظ على الزعامة العالمية يتطلب من واشنطن السيطرة على الممرات التجارية في أوراسيا، ويركز نهجه على تحييد إيران من خلال الضغوط الاقتصادية والمفاوضات الدبلوماسية، واستقرار غزة من خلال تنفيذ صفقة الرهائن، والضغط على المملكة العربية السعودية بتصريحات غريبة لدفعها إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل. وإذا تحركت الرياض نحو التطبيع مع إسرائيل دون المطالبة بعملية دبلوماسية لإقامة دولة فلسطينية، فسوف يتخلى ترامب عن خطته لتهجير غزة بنفس السرعة التي تخلى بها عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك. وبالنسبة له، فإن الخطاب هو وسيلة ضغط وهدفه الحقيقي هو استعادة الهيمنة الأميركية على طرق التجارة العالمية".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك