Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Hill" يكشف خفايا اتفاق غزة الذي يسعى ترامب إلى تطبيقه

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
10-02-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1318251-638747794651508013.png
Doc-P-1318251-638747794651508013.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مؤتمره الصحفي الأخير في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض ما بدا وكأنه خطة جريئة لقطاع غزة: السيطرة الأميركية على المنطقة ونقل سكانها الفلسطينيين. وفي حين ركز كثيرون على جرأة هذا الاقتراح المروع في حد ذاته، فقد يغفلون عن التصميم الدبلوماسي الأكثر دقة".
Advertisement
 
وبحسب الصحيفة، "في كتابه "فن الصفقة"، كتب ترامب: "أنا ألعب على أوهام الناس. قد لا يفكر الناس دائمًا في أشياء كبيرة، لكنهم قد ينبهرون كثيرًا بأولئك الذين يفعلون ذلك. ولهذا السبب فإن القليل من المبالغة لا يضر أبدًا". هذه الفلسفة، التي تشكل جوهر أسلوب ترامب التفاوضي، تقدم نظرة حاسمة لفهم محاولته الأخيرة للسلام في الشرق الأوسط. وبحسب التفسير التقليدي، ترامب يحاول الضغط على الدول العربية مثل مصر والأردن لقبول اللاجئين الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن هذا يسيء فهم الديناميكيات الإقليمية ونهج ترامب التفاوضي المتطور. إن ترامب، مثل تاجر عقارات ماهر، يخبر عميله، في هذه الحالة إسرائيل، على وجه التحديد بما يريد سماعه بينما يعمل بهدوء على الترويج لصفقة مختلفة تماما. وفي حين قد يعتقد القادة الإسرائيليون أن ترامب يعقد صفقة معهم بينما يضغط على الدول العربية نيابة عنهم، فإن الواقع يبدو وكأنه العكس تماما. في الواقع، ربما يكون ترامب واحدا من القلائل من زعماء العالم الذين يستطيعون مضاهاة البراعة السياسية لنتنياهو".
 
وتابعت الصحيفة، "كان الموقف السعودي رداً على أن المملكة لم تطالب بإقامة دولة فلسطينية متسقًا بشكل ملحوظ، فقد أكدت بشكل واضح على أن "تحقيق السلام الدائم والعادل أمر مستحيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة". فبعد أيام قليلة من هجوم حماس في 7 تشرين الأول، كتب محمد اليحيى، مستشار وزير الخارجية، أنه خلال مناقشات التطبيع بين السعودية وإسرائيل، "أشارت الهمسات القادمة من الجانب الإسرائيلي إلى أن المملكة العربية السعودية غير مهتمة بالقضية الفلسطينية، وأنها مشكلة ثانوية بالنسبة للمملكة، التي أعطت الأولوية لمصالح أمنها القومي". وقال إن المسؤولين السعوديين حاولوا توضيح موقفهم "من مركزية القضية الفلسطينية في الصفقة" لكن "تصور اللامبالاة السعودية ساد للأسف".
 
وأضافت الصحيفة، "الواقع أن ترامب يدرك هذا الواقع. والأمر الأكثر أهمية هو أنه يدرك أن العقبة الأساسية أمام الاتفاقات الإقليمية ليست التعنت العربي بل السياسة الداخلية الإسرائيلية. ومن خلال تبني مواقف متطرفة علناً تتردد أصداءها لدى الجناح اليميني في إسرائيل، يعمل ترامب بشكل منهجي على خلق المساحة السياسية التي سيحتاج إليها نتنياهو في نهاية المطاف لقبول تنازلات أكثر اعتدالاً. وهذا المشهد ليس جديداً، فخلال ولايته الأولى، سبق ترامب المبادرات الدبلوماسية الكبرى بإيماءات كبرى أسعدت المحافظين الإسرائيليين ولكنها لم تكن ذات معنى يذكر على أرض الواقع، تحديداً في قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، قبل السعي إلى إبرام صفقات تتطلب تنازلات إسرائيلية كبيرة. ورغم أن اتفاقيات إبراهيم كانت تاريخية، فإنها دفعت إسرائيل في نهاية المطاف إلى التخلي عن خططها لضم الضفة الغربية، وهو الموقف الذي كان جناحها اليميني يدافع عنه منذ فترة طويلة".
 
وبحسب الصحيفة، "تكرر هذا النمط مع مفاوضات وقف إطلاق النار الأخيرة. ففي البداية، عمل ترامب على تنشيط اليمين الإسرائيلي بتحذير من أن "الجحيم سوف يندلع" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه. ولكن بمجرد انتخابه، استغل هذا الرأسمال السياسي للتوسط في صفقة تضمنت على وجه التحديد ما سعى المتشددون الإسرائيليون إلى تجنبه: إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الملطخة أيديهم بالدماء، وإنهاء الحرب بحكم الأمر الواقع، والخطوة غير المسبوقة المتمثلة في السماح للقوات المسلحة الأجنبية، والمقاولين الأميركيين من القطاع الخاص، بفرض المصالح الأمنية الإسرائيلية في غزة".
 
وتابعت الصحيفة، "إن اللحظة الحالية تعكس هذا النمط، ولا ينبغي لنا أن نأخذ اقتراح ترامب الغريب للسيطرة الأميركية على غزة على محمل الجد، بل من المرجح أن يكون هذا الاقتراح بمثابة الفصل الافتتاحي في إنتاج دبلوماسي أكثر تعقيدا. ومن المرجح أن تتضمن الصفقة الحقيقية التي يتم تشكيلها عمليات نقل أكثر تواضعا للسكان، ومناطق إعادة الإعمار، والأهم من ذلك، التنازلات الإسرائيلية بشأن المستوطنات والحكم الذاتي الفلسطيني. ومع استعداد المملكة العربية السعودية لاستثمار 600 مليار دولار في أجندة ترامب "أميركا أولا"، فإن الحوافز الاقتصادية لصفقة إقليمية كبرى كبيرة. وفي حين أظهر المانحون الأميركيون المؤيدون لإسرائيل دعمهم الكبير من خلال مساهمات بمئات الآلاف لحملة ترامب، فإن حجم الاستثمار السعودي المحتمل في البنية التحتية والصناعة الأميركية يمثل فرصة اقتصادية تحويلية. ومع ذلك، فإن إطلاق العنان لهذا المستوى غير المسبوق من الاستثمار سيتطلب تنازلات إسرائيلية بشأن القضايا الفلسطينية، وهو ما قد تهدف إليه مسرحية ترامب المتطرفة".
 
وبحسب الصحيفة، "إن السؤال ليس ما إذا كان اقتراح ترامب المحدد للسيطرة الأميركية على غزة واقعيا، فمن المؤكد تقريبا أنه ليس كذلك. بل السؤال هو ما إذا كان هذا المثال الأخير من المبالغة الترامبية يمكن أن يساعد في خلق الظروف السياسية للتسويات الفعلية اللازمة للمضي قدما. وفي حين تكافح المنطقة مع مستقبل غزة، قد تثبت دبلوماسية ترامب المسرحية أنها أكثر حسابية مما تبدو عليه".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban