برز اسم الملياردير السوري أيمن أصفري مؤخراً كأحد أبرز المرشحين لقيادة الحكومة السورية المتوقع الإعلان عنها، في بداية آذار المقبل.
ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول الماضي، وتولي أحمد الشرع رئاسة الجمهورية مؤقتاً حتى يتم إجراء انتخابات شاملة، ظهر اسم أصفري في كثير من اللقاءات السياسية والاقتصادية المتعلقة بمستقبل سوريا الجديدة.
وسلّطت الأضواء أكثر على أصفري بعد لقائه بأحمد الشرع في 5 كانون الثاني الماضي، في قصر الشعب، برفقة رجال أعمال سوريين آخرين.
وفي مرة أخرى، كان أصفري حاضراً إلى جانب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مؤتمر عقد في باريس منتصف شباط الحالي، بشأن سوريا وعملية الانتقال السياسي فيها.
ورغم عدم وجود تاريخ سياسي كبير لأصفري، إلا أن مصادر رجحت توليه المنصب بسبب تشعب علاقاته الاقتصادية، وخبراته الكبيرة في مجال المال والأعمال، وقدراته الكبيرة على إعادة إعمار سوريا، وإصلاح اقتصادها المتضرر بشدة من سنوات الحرب الطويلة.
وأصفري، المولود في محافظة إدلب عام 1958، هو ابن أديب الأصفري، الذي كان من مؤسسي حزب "البعث" الحاكم في سوريا سابقاً، ويحمل البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة فيلانوفا الأميركية، ودرجة الماجستير في الهندسة المدنية والحضرية من جامعة بنسلفانيا عام 1980، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".
وعرف اسم أصفري خارج سوريا أكثر من داخلها بحكم أعماله المختلفة، ومناصبه المتعددة في قيادة عدة شركات رائدة في العالم والشرق الأوسط، ويحمل الجنسية البريطانية، ويتمتع بخبرة تزيد على 20 عاماً في قطاع النفط، إذ بدأ مسيرته المهنية في سلطنة عُمان في مجال المقاولات، ثم أصبح شريكاً رئيساً في شركة "بتروفاك" المتخصصة في خدمات الطاقة، وحالياً، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "فينتيرا"، التي تعمل في مجال طاقة الرياح البحرية.
بعد اندلاع الثورة السورية في 2011، كرّس أصفري جهداً كبيراً لمعارضة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، الذي أصدر بحقه مذكرة اعتقال بتهمة "تمويل الإرهاب"، بسبب إسهاماته ومشاركاته الواسعة في دعم الجهود الإنسانية داخل سوريا، ومن أبرزها إطلاقه في حزيران 2023 مبادرة منظمة مدنية (منصة لعدة منظمات مدنية سورية) في مؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس، تحت عنوان "الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري" في محاولة لجمع كافة الجهات الفاعلة المدنية تحت مظلة واحدة، بهدف استعادة الفاعلية السياسية، ولتقديم وفرض نظراء قادرين على لعب دور قيادي في صناعة القرارات المتعلقة ببلدهم، حسب صحيفة العرب اللندنية.
وفي آذار 2024، أطلقت مؤسسات بحثية ومدنية سورية بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط والمعهد الأوروبي للسلام، مشروع "الإستراتيجية السورية" وكان اسم أيمن أصفري حاضراً، وتم رسم إستراتيجية واضحة تكون بمثابة خارطة طريق لحل الأزمة السورية، عبر إشراك صانعي قرار وفاعلين في الملف السوري في الدول المعنية بحل الأزمة في سوريا. (24)