ذكرت صحيفة "The Washington Post" الأميركية أنه "نهار الخميس الفائت، بدأت الأمور تنحرف عن مسارها في سوريا، واندلع صراع دموي بين الموالين للنظام السابق وقوات الحكومة الإسلامية، حيث شرعت الأخيرة في تنفيذ المذابح الطائفية بالمدنيين والتي كان الكثيرون يخشونها عندما تسلمت قوات المتمردين
السلطة قبل ثلاثة أشهر. وفي الثامن من
كانون الأول، انهار حكم بشار الأسد فجأة، وهرب
الرئيس السوري السابق إلى
موسكو. من جانبها، شكلت القوات الإسلامية التابعة لهيئة تحرير الشام حكومة مؤقتة مع رئيس بالوكالة، أحمد
الشرع المعروف سابقًا باسمه الحربي،
أبو محمد الجولاني".
وبحسب الصحيفة، "بعد تسلمه السلطة، بدا
الشرع وكأنه رجل أكثر اهتماماً بإصلاح بلد محطم أكثر من سحق الأقليات.
وقال لصحيفة الإيكونوميست في أواخر
كانون الثاني: "ستدور المرحلة المقبلة التي تمتد لخمس سنوات حول إعادة بناء الدولة على أسس جديدة وحديثة. وسوف نعمل على تعزيز العدالة والمشورة، وسوف نقوم على مشاركة كافة شرائح المجتمع في إدارة البلاد". لكن في أواخر الأسبوع الماضي، انهار الاستقرار النسبي المتوتر الذي شهدته
سوريا بعد سقوط الأسد. ففي منطقة اللاذقية الساحلية، معقل الطائفة العلوية، اشتبكت قوات الأمن التابعة للحكومة الإسلامية مع مقاتلين موالين للأسد، وامتد القتال إلى محافظتي حمص وطرطوس المجاورتين .
وفي نهاية الأسبوع، أصدر البطريرك اغناطيوس افرام الثاني
الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وغيره من قادة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بيانا مشتركا دعوا فيه إلى "وقف فوري لهذه الأعمال المروعة، التي تتعارض بشكل صارخ مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية"،وحثوا على "التوصل إلى حلول سلمية تحفظ كرامة الإنسان وتحافظ على الوحدة الوطنية"."
وتابعت الصحيفة، "إن العنف يمثل انتكاسة مؤلمة لأمة دمرتها سنوات من الحرب الأهلية الوحشية، واستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، والحصيلة المرتفعة للضحايا المدنيين لدرجة أن منظمات حقوق الإنسان الدولية لا تستطيع إجراء تقدير دقيق. وفي عام 2017، قصف نظام الأسد، بمساعدة روسيا، ضاحية جوبر في دمشق وحولها إلى أنقاض. وبعد ما يقرب من عقد من الزمان، لم يتم إعادة بناء أي شيء".
وأضافت الصحيفة، "يريد السوريون بشدة رفع العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم، وكان لديهم حجة معقولة مفادها أن العقوبات المفروضة لمعاقبة نظام الأسد لا ينبغي أن تنطبق على حكومة يديرها الرجال الذين أطاحوا به. إن الكثير من الناس في
سوريا يستحقون المزيد، ويستحقون فرصة لبناء مستقبل أفضل لأطفالهم. ولكن بالنظر إلى المذبحة التي اندلعت الآن في سوريا، فمن الصعب أن نتصور أن الولايات المتحدة أو الحكومات الغربية الأخرى سترفع العقوبات في أي وقت قريب. ونأمل ألا تكون
سوريا قد أغلقت فصلاً مظلماً من تاريخها لتبدأ فصلاً جديداً".