Advertisement

خاص

مهارة وسهولة.. تقرير لـ"The Spectator" يكشف تلاعب بوتين بترامب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
20-03-2025 | 13:30
A-
A+
Doc-P-1335962-638780680953509532.jpg
Doc-P-1335962-638780680953509532.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "وللوهلة الأولى، تبدو النتيجة الأولى للمكالمة الهاتفية التي جرت الثلاثاء، والتي استمرت قرابة ساعتين، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إيجابية. فقد أبدى الأخير، مبدئيًا، دعمه القوي لوقف إطلاق النار. وعمليًا، وافق على أول بنوده: وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة، وأصدر أوامر فور انتهاء المكالمة بوقف الهجمات الوشيكة. في الجوهر، كل ما يقوم به بوتين هو التظاهر بأنه مشارك راغب في عملية السلام. أما في الحقيقة، فلم تكن مكالمة ترامب وبوتين الهاتفية سوى كشفٍ عما يُتوقع أن يكون عرضًا طويلًا ومتقنًا لتكتيكات المماطلة". 
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "هل كان وقف استهداف البنية التحتية للطاقة الخطوة الأولى على طريق السلام؟ من ناحية، نعم. لقد أمضت روسيا سنوات في إلحاق ضرر كبير في محطات الكهرباء الفرعية، ومحطات توليد الطاقة، وأنابيب الغاز، ومحطات التحويل في أوكرانيا، مما أدى إلى تدمير الصناعة في البلاد، وشل شبكة السكك الحديدية بشكل دوري، وإغراق ملايين المدنيين في البرد والظلام. من جانبها، سجلت أوكرانيا بعضًا من الضربات المضادة الملموسة القليلة في الحرب من خلال تطوير طائرات من دون طيار بعيدة المدى قادرة على تفجير مصافي النفط، ووحدات تخزين البنزين، ومحطات النفط في عمق الأراضي الروسية. إن وقف إطلاق نار جزئي في الجو سيجنب أوكرانيا المزيد من الضرر لبنيتها التحتية الحيوية، ويسمح لها بالبدء في إعادة بناء شبكة الكهرباء المنهارة".

ورأت الصحيفة أن "روسيا هي المستفيد الأكبر. ففي شباط 2024، فرضت موسكو حظرًا لمدة ستة أشهر على تصدير المنتجات البترولية المكررة بسبب الهجمات الأوكرانية المتكررة على مصافيها. وخلال الأيام الأخيرة وحدها، استهدفت أوكرانيا أستراخان وكراسنودار وسامارا ومصفاة موسكو النفطية، التي تُزود العاصمة بـ 50% من احتياجاتها من البنزين. نعم، كان الأوكرانيون أول من اقترح وقف إطلاق نار محدود في الجو، لكن وقف إطلاق نار يمنع كييف من مواصلة أحد تكتيكاتها الاستراتيجية القليلة الرابحة، في حين يُطلق العنان لروسيا لضرب أهداف غير مرتبطة بالطاقة في أوكرانيا، لا يُعتبر كاف بالنسبة لكييف. في الواقع، من خلال استبدال عبارة "هدنة 30 يومًا" من الاقتراح الأصلي بأخرى تصب في مصلحة الكرملين فقط، سمح بوتين لترامب بأن يزعم أنه حقق نصراً بينما كان في الواقع يضمن النصر للكرملين". 

وتابعت الصحيفة، "كتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي: "اتفقنا على وقف فوري لإطلاق النار في كل قطاعات الطاقة والبنية التحتية. وتم التفاهم على أننا سنعمل بسرعة للتوصل إلى وقف إطلاق نار كامل، وفي نهاية المطاف، إنهاء هذه الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا". وبينما كان ترامب يكتب هذه الكلمات، انهالت الطائرات المسيّرة الروسية الإيرانية الصنع واستهدفت وسط كييف وسومي، ولكن ليس على البنية التحتية للطاقة. وزعم ترامب أنه أجرى محادثة "جيدة ومثمرة للغاية" مع بوتين. في الواقع، تلاعب بوتين بترامب ببراعة. واتفق الرجلان على تشكيل مجموعة اتصال تجتمع قريبًا لمناقشة مقترحات مفصلة في موقع ما في الشرق الأوسط. إنجازٌ آخر لبوتين، إذ يُبقي المفاوضات في اللجان لأشهر، مع التزامه بكل مظاهر المشاركة البناءة".

وبحسب الصحيفة، "سيكون البند الأول على جدول أعمال مجموعة الاتصال، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، هو المفاوضات حول "تنفيذ وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ووقف إطلاق نار كامل، وسلام دائم". وهذا أيضًا أمرٌ مُفيدٌ جدًا لبوتين. في الواقع، لم يتبقَّ لدى أوكرانيا أيُّ قوة بحرية، لكنها نجحت بشكلٍ ملحوظ في إرسال ما يقرب من نصف السفن الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي، بما في ذلك سفينتها الرئيسية، الطراد الثقيل "موسكفا"، إلى القاع مُحمَّلةً بالصواريخ. كما وتُصدِّر روسيا كميةً كبيرةً من نفطها عبر ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود. إن وقف إطلاق النار في البحر مُناسبٌ لموسكو تمامًا، إذ لديها كلُّ ما تكسبه ولا شيء تخسره. لكن لا تزال هناك قضايا شائكة، وقد صرّح الكرملين صراحةً بأن بوتين طرح مطالبه المتشددة. طالب الكرملين بـ"الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأجنبية وتقديم المعلومات الاستخباراتية لكييف" خلال فترة وقف إطلاق نار كامل، بالإضافة إلى وقف تجنيد أوكرانيا للمجندين الجدد. كما كرّر بوتين مطالبه بالالتزام بإبعاد كييف عن حلف الناتو، و"نزع سلاح" أوكرانيا من خلال فرض قيود على قواتها المسلحة، والاعتراف بسيطرة روسيا على المناطق الخمس التي ضمّتها موسكو منذ عام 2014". 

وتابعت الصحيفة، "هذه شروطٌ صعبةٌ على ترامب تقبّلها، لكن هنا أيضًا، برز ذكاء بوتين الاستراتيجي. فقد أشار الكرملين إلى اتفاقه الراسخ على عدم السماح لإيران بامتلاك الوسائل اللازمة لضرب إسرائيل. ونوقشت مشاريع مشتركة محتملة لاستغلال موارد القطب الشمالي، بالإضافة إلى فرص عمل مشتركة لم تُحدّد بعد للشركات الأميركية في روسيا. وبتقليص التركيز ليشمل صورةً عالميةً، سعى بوتين، رجل الأعمال، إلى تصوير أوكرانيا كمجرد تفصيلٍ في إطارٍ واسعٍ من التعاون الجيوسياسي المُحتمل. يرى ترامب المحادثات سبيلاً نحو السلام، أما بوتين فيرى المحادثات سبيلاً نحو النصر". 
 
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban