Advertisement

خاص

هل الحوثيون هم "حزب الله" الجديد؟.. تقرير لـ"Foreign Policy" يُجيب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
21-03-2025 | 11:30
A-
A+
Doc-P-1336393-638781469446024555.png
Doc-P-1336393-638781469446024555.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "في حين تآكلت القوة القتالية والترسانة العسكرية لوكلاء إيران، حماس وحزب الله، بشكل كبير منذ هجوم 7 تشرين الأول 2023، نجت حركة الحوثيين من دون أن يلحق بها أذى يُذكر. ومنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في كانون الثاني، ظل الحوثيون على أهبة الاستعداد كمنفذين فعليين للاتفاق، محتفظين بنفوذ استئناف العنف في الوقت الذي يختارونه. في 11 آذار، أعلن الحوثيون أنهم سيستأنفون هجماتهم في البحر الأحمر ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويبدو أن الولايات المتحدة تستهدف هذا التوازن غير المتكافئ في القوة بسلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي قد تمتد إلى الأسابيع المقبلة. ويُمثل التحول في السياسة الأميركية في ظل إدارة دونالد ترامب تصعيدًا كبيرًا. ويعكس هذا التغيير موقفًا متشددًا ضد الحوثيين، يتجاوز الاحتواء إلى التعطيل النشط لقدراتهم. ويشير قرار استهداف القيادة السياسية إلى جانب الأصول العسكرية إلى الرغبة في تفكيك البنية التنظيمية للحوثيين، وليس فقط إضعاف التهديد العسكري المباشر الذي يشكلونه". 
Advertisement

ما الذي يمكن أن تُحققه الضربات الأميركية؟

بحسب المجلة، "في اوائل آذار، أعادت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على عملاء ماليين رئيسيين، بمن فيهم محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين وكبير المفاوضين. عبد السلام، الذي يُسيطر على تكتل نفطي، وكان يحتكر واردات النفط إلى شمال اليمن سابقًا، كان منخرطًا في فترة من المحادثات المُستمرة بدأت في نهاية نيسان 2022 مع السعوديين داخل عُمان. وتُشير تقارير مفتوحة المصدر إلى أن المحادثات بدأت في تشرين الأول. بتنفيذ الضربات، تدعم الولايات المتحدة مصالح حلفائها الإقليميين الذين يواجهون صعوبات ناجمة عن استمرار سياسات الحوثيين المسلحة وتحريضهم على الحرب في اليمن وعبر حدودها. وكانت مصر الأكثر تضررًا من الاضطرابات الحوثية في البحر الأحمر، حيث خسرت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من عائداتها عبر قناة السويس مع تجنب السفن هجمات الحوثيين في عام 2024. وللإمارات العربية المتحدة مصالح عسكرية وتجارية واقتصادية في منطقة البحر الأحمر. ولقد ظلت المملكة العربية السعودية عالقة في عملية دبلوماسية متوقفة منذ سنوات دون أي نهاية في الأفق". 

وتابعت المجلة، "خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التزم الحوثيون بوعدهم بعدم مهاجمة السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو غيرها من السفن التجارية في البحر الأحمر. لكن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار يُعيد حشد الحوثيين لاستهداف إسرائيل مباشرةً، وهو ما فعلوه سابقًا عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، على الرغم من اعتراض معظمها. ستسعى الضربات الأميركية، التي تهدف إلى شلّ قدرات كبار قادة الحركة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، إلى منع الحوثيين من اتخاذ إجراءات انتقامية. ثانيًا، سمح تحويل الانتباه عن النشاط الحركي في المياه الساحلية للحوثيين بتهديد خصومهم السياسيين في المجلس القيادي الرئاسي اليمني. ويُشكل احتمال سيطرة الحوثيين على اليمن خطرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، إذ سيمنح إيران إمكانية الوصول إلى المنطقة الساحلية المرغوبة في البلاد، وميناء الحديدة الاستراتيجي، وحدودها مع المملكة العربية السعودية، مما قد يجعل اليمن منصة انطلاق لزعزعة الاستقرار الإقليمي". 

هل الحوثيون هم حزب الله المقبل؟

وبحسب المجلة، "العامل المُعقّد هو أن الحوثيين ليسوا مجرد جماعة بلطجية أو جيش مُتفرّق من قطاع الطرق، بل إنهم، كحركة حكم متمردة، يسيطرون على اقتصاد حرب يُتيح لهم الاستفادة من التهريب غير المشروع للسلع، من الوقود إلى السجائر، في حين يحصلون على عائدات الضرائب ورسوم الطوابع ككيانٍ أشبه بالدولة بحكم الأمر الواقع في صنعاء وشمال اليمن، حيث يدّعون السلطة السياسية. قد تُضعف حملة عسكرية أميركية مُستمرة قبضة الحوثيين على موانئ اليمن وشبكات التهريب التي تُتيح لهم الاتجار بالسلع غير المشروعة، وشراء المكونات ذات الاستخدام المزدوج، وضمان صمودهم. وفي السنوات الأخيرة، عُرف عن مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله والحرس الثوري الإسلامي الإيراني دعمهم للحوثيين بالتدريب التقني وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وفي أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا في كانون الأول، تم اكتشاف اتجاه تصاعدي في انتقال قادة ومقاتلي حزب الله السابقين المتمركزين في لبنان وسوريا، فضلا عن الفصائل الشيعية من العراق، إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". 

وتابعت المجلة، "يُعدّ النشاط العابر للحدود عبر محور لبنان وسوريا والعراق باتجاه اليمن جزءًا من اتجاه إعادة التعبئة وإعادة التنظيم مع تراجع نفوذ حزب الله وحماس استراتيجيًا . للحوثيين وجود في العراق، من خلال مكتب في بغداد ومكاتب أصغر في كركوك وجنوب العراق. وفي حين يصعب تأكيد ذلك، بحسب ما كشفت بعض المصادر السرية داخل العراق فإن مقاتلي الحوثي يستخدمون معسكر تدريب في بلدة الخالص، ديالى، في منطقة تسيطر عليها كتائب حزب الله. وتشير المصادر إلى أن بعض العسكريين من الحشد الشعبي قد تم نشرهم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية في اليمن لتدريب المقاتلين المحليين على تقنيات القتال الناشئة، ونشر الطائرات المسيّرة المسلحة. وبدأ ميزان القوى في المحور الإيراني يميل لصالح الحوثيين في اليمن، الذين برزوا كأكثر الجماعات المسلحة غير الحكومية تسليحًا وتمويلًا في ظل المشهد الأمني الجديد عقب تراجع قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية. بعيدًا عن النفوذ الإيراني المباشر، انخرط الحوثيون أيضًا في شراكات انتهازية مع حركة الشباب، الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. إن وقوع الضربات الأميركية الآن، وبهذه الشدة، دليلٌ على هذا التضافر بين الجهات المسلحة في كل أنحاء المنطقة". 

التراجع، التعافي، أم الحسم؟

وبحسب المجلة، "في حين تراجع حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، أبدى الحوثيون عزمهم على التصعيد، موجهين إنذارات نهائية لإسرائيل، ومتصرفين بوقاحة لتعزيز قبضتهم على السلطة في الداخل. يرى الحوثيون أنفسهم يلعبون الدور الذي لعبه حزب الله سابقًا. في الوقت عينه، عزز الحوثيون وجودهم في العراق، حيث انضم أعضاؤهم إلى الفصائل الشيعية العراقية، كما نقلوا بعض عملياتهم من اليمن إلى العراق. وساعدت إيران الحوثيين في نشر الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية. وتعتبر طهران الحركة حليفًا قيّمًا، ولن تتردد في توجيه جهود الحرس الثوري الإيراني لتعزيز قدرات الحوثيين، حتى في ظل الضغوط الداخلية التي تتعرض لها إيران بعد إنفاق مليارات الدولارات لدعم حزب الله وحماس ونظام الأسد. وعلى المدى القصير، يكتسب الحوثيون بعض الاعتراف ويمكنهم الصمود إذا لم يواجهوا ضغوطا عسكرية قوية، وهو أمر يمكن أن يتغير في ظل إدارة ترامب".

وتابعت المجلة، "ليس من الواضح إلى أي مدى ترغب إدارة ترامب في المضي قدمًا في حملتها العسكرية الحالية. فبينما تُركز هجمات الحوثيين على الطرق البحرية، فإن المشكلة في جوهرها مشكلة برية. فسيطرة الحوثيين على طول الساحل الغربي لليمن هي ما يجعل هجماتهم أكثر حسمًا وتدميرًا. ويتفق معظم المراقبين على أن شن عملية برية من قِبل القوات الأميركية أمرٌ مستبعد للغاية، مما يعني وجود قيود واضحة على ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه بالوسائل العسكرية وحدها. إن سيطرة الحوثيين على جزء كبير من اليمن والتضاريس الجبلية تجعلهم قادرين على استيعاب حملة جوية. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الهجمات بنفس الوتيرة لفترة طويلة، فسيحفز ذلك خصوم الحوثيين على البدء في استغلال خسائرهم وعدم قدرتهم على نقل قواتهم بحرية بين خطوط المواجهة المختلفة. إن الصراع في اليمن في حالة جمود، لكن الحوثيين لم يوقعوا أي اتفاق مع منافسيهم المحليين. إن الضغط الاقتصادي الذي يواجهه الحوثيون سيُصعّب عليهم حشد المقاتلين وتمويل جولة جديدة من الصراع. ويدرك الحوثيون أنهم في وضع غير مواتٍ حاليًا، لكنهم يعتمدون على فقدان الولايات المتحدة اهتمامها على مدار حملة عسكرية مطولة. بعبارة أخرى، سيعتمد الحوثيون على محدودية أميركا  لتجنب انهيار مماثل لنظام الأسد وحزب الله". 
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban