أثار إعلان الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، عن استعداد بلاده لاستقبال نحو ألف فلسطيني من قطاع غزة مؤقتًا، ردود فعل واسعة داخل الأوساط
الإسرائيلية، وسط مؤشرات على تحركات دبلوماسية غير معلنة بين الجانبين.
ونقل موقع "واللا"
الإسرائيلي عن مصادر مطلعة أن هذا التطور جاء نتيجة ما وصفه بـ"الدبلوماسية السرية" التي جرت مؤخراً بين تل أبيب وجاكرتا، مشيراً إلى أن شبكة من المصالح المشتركة تربط بين
البلدين رغم غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية.
وبحسب التقرير، فإن هناك آمالاً متبادلة بمزيد من التعاون في المستقبل، إلا أن أطرافاً أعربت عن مخاوفها من تقارب كبير بين الجانبين، قد يُحدث تحولات في مواقف بعض القوى الإقليمية والدولية.
وكان الرئيس الإندونيسي قد صرح، يوم الأربعاء، باستعداد بلاده لاستيعاب عدد من الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، في خطوة وصفها بالمؤقتة، مشيراً أيضاً إلى توجه نحو تعزيز الحراك الدبلوماسي في هذا الملف، دون أن يستبعد تواصلًا أكبر مع الجانب الإسرائيلي.
وباعتبارها أكبر دولة إسلامية في العالم، واصلت إندونيسيا
إظهار دعمها للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في غزة من خلال الإدانات القوية، والمساعدات الإنسانية، والاستعداد للمشاركة في قوة حفظ
السلام الدولية، حسب واللا.
ويشير التقرير إلى "قرب إعلان البلدين إقامة علاقات رسمية في المستقبل، انطلاقا من التفاهم المتبادل على أن مثل هذه العلاقة من شأنها أن تحقق منفعة مشتركة تفوق بكثير الضرر المحتمل".
ويقول "واللا" إن "إندونيسيا حافظت منذ استقلالها على موقفها الداعم للفلسطينيين، وعرفت نفسها كجزء من النضال العالمي من أجل حقوقهم، ولكن تحت السطح وراء التصريحات القوية والخطابات المعادية لإسرائيل، كانت هناك علاقات غير رسمية لا يسارع أحد إلى الاعتراف بها".
وأضاف أن "تل أبيب تعمل على تطوير العلاقات مع إندونيسيا منذ سنوات باستخدام الأدوات الناعمة مثل التعاون الأكاديمي ووفود التكنولوجيا، ورجال الأعمال الذين يعملون من خلال دول ثالثة، إلى جانب العلاقات الأمنية".
ولفت التقرير إلى أن "الوجود الإسرائيلي في معارض التكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الزراعية في إندونيسيا أصبح أمرا عاديا، حتى لو كان يتم بوثائق محايدة ودون علامات تعريف".
ووفق التقرير، فإن "العلاقات مع
إسرائيل تشكل حقل ألغام سياسيا، فالمجتمع الإندونيسي، خاصة النخبة الإسلامية، غير مستعد للتنازل بسهولة عن موقفه التقليدي الداعم للفلسطينيين".
وكان افتتاح مكتب تمثيلي اقتصادي إندونيسي غير رسمي في تل أبيب أو القدس فكرة متكررة لم تتحقق، وهي المبادرة التي نشأت ثم ماتت ثم عادت إلى الظهور كل عدة سنوات، وعادة يكون ذلك تحت الضغط الأمريكي، بحسب التقرير.
وأشار إلى أن "
الولايات المتحدة حاولت التوسط، وقدمت عروضا عدة للمساعدات الاقتصادية واسعة النطاق كحافز لتطبيع العلاقات، لكن الحساسية السياسية لا تزال تشكل عائقا".
ووفقا للتقرير، "حدث تطور مهم في الآونة الأخيرة فيما يتصل بطلب إندونيسيا الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو الطلب الذي قوبل بشرط واضح: إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
ونتيجة لذلك، أبدت إندونيسيا بهدوء استعدادها من حيث المبدأ لدراسة إمكانية التطبيع التدريجي، وفق الموقع. (ارم)