Advertisement

خاص

استراتيجية ترامب تجاه إيران فرصة ضائعة؟.. تقرير لـ"The Hill" يكشف

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
24-04-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1351319-638810891317282997.jpg
Doc-P-1351319-638810891317282997.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "مع توجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو المرحلة الثالثة من المحادثات النووية مع إيران، تتكشف معالم فرصة ضائعة كبرى. يبدو أن ترامب، الذي تخلى عن الاتفاق النووي المبرم في عهد باراك أوباما عام 2018، يريد الآن شيئًا مشابهًا للغاية. ورغم بعض التهديدات وتلميحات التشدد، يبدو ترامب أكثر اهتمامًا بإبرام أي اتفاق من استغلال الفرصة لإخضاع الجمهورية الإسلامية. والأسوأ من ذلك، أنه يُشير إلى أنه إذا لزم الأمر لاستخدام القوة، فعلى إسرائيل أن تتولى زمام المبادرة، وهذا خطأ استراتيجي فادح". 
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "لم يعد البرنامج النووي الإيراني تهديدًا نظريًا، فالنظام يُخصب اليورانيوم بنسبة 60%، أي على بُعد خطوات من درجة صنع الأسلحة، كما ويمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنابل متعددة، وفقًا لدورة استخباراتية موثوقة. ويواصل النظام منع عمليات التفتيش، وتطوير تكنولوجيا أجهزة الطرد المركزي، وتأمين العمليات في منشآت تحت الأرض مصممة لمقاومة الغارات الجوية. وفي حين تُصرّ طهران على سلمية نواياها، فإن أفعالها تكشف عن توجه واضح نحو امتلاك القدرة النووية". 

وتابعت الصحيفة، "يحدث هذا في لحظة ضعفٍ للنظام. فقد تعرّض وكلاؤه، من حماس إلى حزب الله وصولا إلى الحوثيين، لضرباتٍ قاسية منذ الحرب التي شنّتها حماس في 7 تشرين الأول 2023. وكذلك الحال بالنسبة للدفاعات الجوية الإيرانية، التي تدهورت بشكل كبير على يد إسرائيل الخريف الماضي ردًا على أكبر هجوم صاروخي باليستي في التاريخ. في الداخل، تتزايد الضغوط الاقتصادية والاضطرابات العامة، وقوة الردع الإيرانية تتلاشى. في هذا السياق، قد تُحدث استراتيجية أميركية جريئة تغييرًا حقيقيًا، لكن ذلك يتطلب أكثر من مجرد دبلوماسية مُعاد تدويرها. إن ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي يبدو أنه يدير الكثير من السياسة وأصدر تصريحات متناقضة حول ما إذا كانت إيران قادرة على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، يضيعان فرصة نادرة لإعادة تعريف الشروط ووضع حد لواحد من أهم العوامل المزعزعة للاستقرار في العالم اليوم". 

وأضافت الصحيفة، "عوضاً عن الإشارة إلى العودة إلى أطر عهد أوباما أو إسناد العمل العسكري إلى إسرائيل، ينبغي على الولايات المتحدة أن تُقدّم لإيران إنذاراً نهائياً: تفكيكٌ كاملٌ وقابلٌ للتحقق منه ولا رجعة فيه لبرامجها النووية والتسليحية، بالإضافة إلى وضع حدٍّ للفصائل المسلحة التابعة لها والتي زرعت البؤس والفوضى في كل أنحاء المنطقة، من اليمن إلى العراق إلى سوريا ولبنان. في المقابل، قد تحصل إيران على تخفيف العقوبات وتطبيعٍ تجاري. كما ولا بد من وجود تهديد عسكري حقيقي، وإلا فإن النموذج الإيراني يعتمد على التعتيم والاستدراج وكسب الوقت دائمًا من خلال مفاوضات لا نهاية لها. فقد استمرت المحادثات النووية الأصلية لسنوات، مما أتاح لإيران مساحةً لتحقيق تقدم مطرد عزز نفوذها. لذلك، يجب أن يُدعم أي إنذار جدي بالاستعداد للضرب بشكل حاسم ودقيق". 

وبحسب الصحيفة، "الأهداف ذات الأولوية معروفة جيدًا: نطنز وفوردو، مركزا التخصيب المركزيان للنظام المدفونان تحت جبال من الصخور، ويتطلب تدميرهما قنبلة GBU-57 "الخارقة للذخائر الضخمة"، التي لا تمتلكها إلا الولايات المتحدة. وتشمل الأهداف الثانوية منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، ومفاعل آراك، ومراكز التسليح مثل مركز بارشين. كما يتطلب ذلك حجب الدفاعات الجوية الإيرانية، وتعطيل أنظمة القيادة والتحكم باستخدام أدوات سيبرانية، والتنسيق مع الحلفاء لتحييد أي رد انتقامي. لدى الولايات المتحدة الإمكانيات اللازمة لكل هذا، في حين تمتلك إسرائيل جزءًا منها فقط. فقد شنت الدولة اليهودية عشرات الضربات الدقيقة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، وحتى إيران نفسها، لكنها تفتقر إلى الحمولة اللازمة للوصول إلى أعمق المخابئ. والأسوأ من ذلك، أن ضربة تقودها إسرائيل قد تُحوّل المواجهة إلى بؤرة توتر دينية أو عرقية، وتُشعل العالم الإسلامي، وتُشتت الانتباه عن القضية الرئيسية، وتُقوّض العزيمة الإقليمية. من ناحية أخرى، يُمكن لجهد تقوده الولايات المتحدة أن يُؤطّر القضية بوضوح: فالعالم يُطالب بمنع الانتشار النووي والاستقرار".

وتابعت الصحيفة، "إن تلميحات ترامب إلى أن إسرائيل يجب أن تتولى هذه المهمة تُعدّ تخليًا خطيرًا عن دورها. فهي تُرسل رسالة مفادها أن واشنطن غير راغبة في القيادة، وغير راغبة في تحمّل عواقب مواجهة تهديد يُؤثّر على العالم أجمع، كما أن هذه الخطوة ستُشجّع إيران. يجادل البعض بأن العمل العسكري تهور، لكن الوضع الراهن أكثر خطورة. فإيران النووية أو شبه النووية ستُشعل سباق تسلح في الشرق الأوسط، مما قد يدفع السعودية ومصر وتركيا إلى مواصلة برامجها النووية. وتُمثل هذه اللحظة أيضًا اختبارًا للوضوح الأخلاقي، فإيران يحكمها نظامٌ دينيٌّ يقمع شعبه ويؤجج العنف في المنطقة. لذا، ينبغي التمييز بوضوح بين حكام إيران ومواطنيها. وعلى الغرب أن يُخاطب الشعب الإيراني، وحتى المعارضين المحتملين داخل النظام، برسالة بسيطة: تحريركم سيكون موضع ترحيب، وإيران جديدة، غير قمعية وغير عدوانية، ستُرحّب بهم".

وبحسب الصحيفة، "بالطبع، لا يوجد ما يضمن أن القوة ستؤدي إلى تغيير النظام، ولا ينبغي أن يكون ذلك الهدف المباشر، لكن على النظام أن يفهم أنه إذا فرض الصراع من خلال المماطلة أو التحدي، فقد تشمل العواقب نهاية حكمه الكارثي. وفي الحقيقة، يجب أن تأتي هذه الرسالة من واشنطن، وليس من تل أبيب. ما نحتاجه الآن ليس خداع الذات بإطالة أمد المفاوضات، بل الشجاعة والوضوح والقيادة. هذا يعني أن على ترامب أن يكف عن الاختباء وراء إسرائيل، وأن يتحمل مسؤولية فرض نظام عالمي لا يُكافأ فيه الابتزاز النووي". 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban