ذكر موقع "
الإمارات 24" أنّ الفصائل المسلحة تعهدت عقب سيطرتها على
سوريا، بتوحيد صفوفها في جيش وطني واحد. لكن التحدي الأكبر واجهها في
شمال شرق البلاد، حيث تسيطر إدارة ذاتية تقودها الأقلية
الكردية التي تبدي توجساً عميقاً تجاه القيادة الجديدة، المدعومة من
تركيا، والتي لطالما سعت إلى تحجيم النفوذ
الكردي في سوريا.
ورغم أن الطرفين خاضا مواجهات دموية في السنوات الماضية، إلا أن المرحلة الراهنة تشهد سعياً نحو بناء تحالف يدمج "قوات سوريا
الديمقراطية" الكردية، المعروفة بـ"قسد"، ضمن الجيش الوطني الجديد.
وتعبّر أمينة محمود من مدينة كوباني عن الشكوك قائلة: "كيف لنا أن نثق بهذه الحكومة الجديدة في
دمشق؟"، وهي مخاوف يشاركها أبناء الأقليات
الدينية والعرقية الأخرى، الذين لا يثقون بأن السلطة الجديدة ستحميهم أو تمثلهم.
وقال بدران الكردي، أحد المشاركين في مفاوضات الدمج: "
الشرع وحكومته يسعون لحكم سوريا بأكملها.. وهم بالطبع يحلمون بالسيطرة على مناطقنا. لكن الأمر ليس سهلاً".
من جانبه، وصف صالح مسلم، أحد أبرز قياديي الإدارة الكردية، الاتفاق بأنه "فرصة تاريخية" لنيل
الأكراد اعترافاً من الحكومة.
وتربط تركيا بين المقاتلين الأكراد وحزب العمال الكردستاني، المحظور في
أنقرة والذي يقاتلها منذ عقود.
وعلى مدى السنوات الماضية، نفّذت تركيا غارات جوية ضد القوات الكردية، ودعمت فصائل
سورية معارضة لهم.
وحتى بعد توقيع اتفاق الدمج بين الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، واصلت أنقرة هجماتها عبر الطائرات المسيّرة، قبل أن تعلّقها مؤقتاً.
وتشعر بعض الأقليات، خاصة
المسيحيين الذين يمارسون شعائرهم بحرية نسبية في شمال
شرق سوريا، بالقلق من عودة قوات الحكومة المركزية إلى المنطقة.
وازداد هذا القلق الشهر الماضي، عقب أحداث دامية استهدفت الأقلية العلوية في محافظتي طرطوس واللاذقية. واندلعت أعمال العنف حين هاجم
أنصار الرئيس السابق
بشار الأسد قوات الحكومة الجديدة، التي ردّت بقوة، بدعم من آلاف المقاتلين المسلحين، بينهم أجانب. وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو 1600 شخص، غالبيتهم من المدنيين العلويين، الطائفة التي ينتمي إليها
الأسد.
وتقول أليس مارديروس، أرمنية تبلغ من العمر 50 عاماً من مدينة القامشلي، بعد حضورها قداس الأحد: "نحتاج لبقاء الأكراد في موقع القوة الأمنية هنا.. لولا وجودهم، لكانت رؤوسنا قد قُطعت".