قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، إن الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها مع أفغانستان، وذلك إثر إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان وإنهاء أطول حرب أميركية في سبتمبر.
وأضاف بلينكن خلال كلمة من العاصمة الأفغانية كابول: "أوصلت رسالة من بايدن مضمونها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أفغانستان".
وشدد بلينكن على أن الشعب الأفغاني سيرى مدى التزام الولايات المتحدة بدعم أفغانستان، كما توجه إلى حركة "طالبان" بالقول: ""من المهم جداً أن تقر طالبان بعدم السعي للسيطرة على أفغانستان بالقوة".
كذلك، حذر وزير الخارجية الأميركي من خطر اندلاع حرب أهلية قائلاً: "لا أعتقد أن من مصلحة أي أحد انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية حتى طالبان".
ومع هذا، أوضح بلينكن أن واشنطن استثمرت كثيرا في مفاوضات السلام بأفغانستان منذ بدايات تشكيل الإدارة في كابل، معرباً عن أمله في "بداية مرحلة جديدة من محادثات السلام الأفغانية في مؤتمر إسطنبول".
وأكد بلينكن على التزام الولايات المتحدة، "بضمان عدم عودة التهديدات الإرهابية في أفغانستان".
يذكر أن بلينكن، يقوم بزيارة لأفغانستان، الخميس، لمحاولة إقناع القادة الأفغان والجمهور الحذر بشأن قرار بايدن، بسحب جميع القوات الأميركية من البلاد وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن بالرئيس الأفغاني، أشرف غني، والرئيس التنفيذي، عبدالله عبدالله، وشخصيات مدنية، بعد يوم من إعلان بايدن أن الجنود الأميركيين البالغ عددهم 2500 جندي، المتبقين في أفغانستان سيعودون إلى الوطن بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول 2001 الإرهابية التي أدت إلى التدخل الأميركي.
وجاءت رحلة بلينكن أيضا بعد أن حذت منظمة حلف شمال الأطلسي حذوها فورا، قائلة إن قواتها غير الأميركية البالغ عددها 7000 جندي في أفغانستان ستغادر في غضون بضعة أشهر، منهية الوجود العسكري الأجنبي الذي كان حقيقة من حقائق الحياة لجيل من الأفغان الذين يعانون بالفعل من أكثر من 40 عاما من الصراع.
ووصل بلينكن إلى العاصمة كابل قادما من بروكسل، حيث أطلع هو ووزير الدفاع، لويد أوستن، مسؤولي الناتو على هذه الخطوة وأعلن رئيس الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف سيغادر أيضا.
وسعى كل من بايدن وبلينكن وأوستن وستولتنبرغ إلى التأكيد على أن المهام التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان حققت هدفها المتمثل في القضاء على شبكة القاعدة التابعة لأسامة بن لادن التي أطلقت هجمات 11 أيلول 2001 وتطهير البلاد من العناصر الإرهابية التي يمكن أن تستخدم الأراضي الأفغانية لتخطيط ضربات مماثلة.