في وقت تتكثف فيه الهجمات ضد الأميركيين في العراق، وكان آخرها يوم الخميس، عندما استفاق سكان العاصمة بغداد على هجوم صاروخي استهدف المنطقة الخضراء شديدة التحصين بثلاثة صواريخ، كشف تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي أنّ مسؤولين في البنتاغون يراقبون الأوضاع في العراق وسوريا بـ"قلق بالغ".
ويوضح التقرير أنّ حالة القلق التي تنتاب المسؤولين تأتي بعد استهداف مواقع يستخدمها أميركيون بما لا يقل عن خمسة صواريخ وهجمات بطائرات مسيرة في البلديْن الأسبوع الجاري، ناقلاً عن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قوله: "شاهدتمونا نرد بشكل مناسب عندما تم تهديد السلامة والأمن".
ويكتب "المونيتور": "تأتي سلسلة الهجمات بعد ما يزيد عن أسبوع على إعطاء الرئيس (جو) بايدن توجيهاته بشكل ضربات جوية موجهة على مواقع مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران في العراق وسوريا للمرة الثانية منذ تنصيبه". ويعلق الموقع بالقول إنّ الضربات التي "نُفذّت بهدف الحد من مخاطر حصول تصعيد" "فشلت" في إتمام مهمتها.
وبحسب ما يقول الموقع، فإنّ الهجمات الصاروخية محدودة النطاق التي تطال المواقع الأميركية في العراق وتُتهم المجموعات المدعومة إيرانياً بالوقوف وراءها، باتت شائعة منذ انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران في محاولة إلى عزلها.
ميك مالروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، اعتبر أنّه يتعيّن على الولايات المتحدة الأميركية أن تكون ثابتة في الرد على هجمات المجموعات المدعومة إيرانياً على القوات الأميركية في العراق؛ تشير تقديرات رسمية إلى أنّ عدد الجنود الأميركيين في العراق وسوريا يبلغ نحو 2500 و900 على التوالي.
ويضيف المسؤول الأميركي السابق: "على إيران أن تدرك أنّه لا يمكنها الاختباء وراء قواتها بالوكالة (يقصد المجموعات المسلحة التي تدعمها)، لا سيما عندما تصيب أميركيين".
ومن أجل ردع مزيد من الهجمات، اقترح مالروي أن ترد الولايات المتحدة عبر ضرب سوريا "لتفادي المشاكل السياسية التي يُحتمل أن تنجم عن الرد في العراق"، وذلك في ظل الرفض العراقي للضربات الأميركية على أراضيه. فبعد جولة الرد الأميركية الأخيرة في أواخر حزيران المنصرم، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالضربات الأميركية معتبراً أنها "انتهاك سافر لسيادة العراق". وتضمن بيان صادر عن مكتبه "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات داعيا إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".
يُذكر أنّه من المقرر أن يصل الكاظمي إلى واشنطن أواخر الشهر الجاري لمواصلة المحادثات مع المسؤولين الأميركيين، بما فيها مستقبل الوجود الأميركي في العراق.