ذكرت "العربية" أن بعض العلماء يرجحون أن متحوّر "أوميكرون"، الذي حُدد حديثا، ربما يكون تطور في أنواع حيوانية من المحتمل أن تكون قوارض.
وتزعم هذه النظرية أنه ربما يكون حيوان ما التقط فيروس سارس-كوف-2، في منتصف عام 2020 تقريبا، وفقا لتقرير نشره موقع "ساينس" Science. وبعد تراكم العديد من الطفرات في الحيوان، كان الفيروس التاجي المعدل مستعدا للانتقال إلى البشر.
ويمكن وصف سلسلة الأحداث هذه بأنها أمراض حيوانية المنشأ عكسية، حيث ينتقل العامل الممرض من الإنسان إلى الحيوان، يليه مرض حيواني المنشأ، حيث تنتقل الجرثومة من الحيوانات إلى البشر.
وأحد الأدلة الرئيسية التي تدعم هذه النظرية هو أن "أوميكرون" تشعّب عن المتحوّرات الأخرى لكوفيد-19 في زمن بعيد جدا، كما قال كريستيان أندرسن، اختصاصي المناعة في معهد "سكريبس للأبحاث".
ومقارنة بالنظريات الأخرى حول أصل "أوميكرون"، مثل تطوره لدى شخص يعاني من نقص المناعة أو في مجتمع بشري يعاني من ضعف في المراقبة الفيروسية، فإن "هذا المرض الحيواني العكسي الذي يتبعه مرض حيواني جديد يبدو أكثر احتمالا بالنسبة لي، بالنظر إلى الأدلة المتاحة للفرع العميق حقا. ما يعني أن الانشقاق المبكر عن المتحوّرات الأخرى لفيروس كورونا، ثم الطفرات نفسها، حدث لأن بعضها غير عادي تماما"، كما قال أندرسن.
ويحمل "أوميكرون" 7 طفرات من شأنها أن تسمح للمتحوّر بإصابة القوارض، مثل الفئران والجرذان؛ المتحوّرات الأخرى المثيرة للقلق، مثل ألفا، تحمل فقط بعضا من هذه الطفرات السبع، وفقا لما قاله روبرت غاري، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب في "تولين". وقال غاري أيضا إنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كان أوميكرون ظهر في حيوان أو مضيف بشري.
ويحمل "أوميكرون" عددا كبيرا من الطفرات التي لم تُشاهد في أي إصدارات أخرى كوفيد-19، ويعتبر بعض العلماء هذا دليلا محتملا على أنه ظهر في مضيف حيواني.
وقال مايك ووروبي، عالم الأحياء التطورية في جامعة "أريزونا"، في إشارة إلى جينوم أوميكرون: "إنه أمر مثير للاهتمام، مدى اختلافه بشكل جنوني. إنه يجعلني أتساءل عما إذا كانت الأنواع الأخرى يمكن أن تصيب بالعدوى المزمنة"، ما قد يؤدي إلى ظهور متحوّرات جديدة مع العديد من الطفرات. ولكن في هذه المرحلة، يشتبه ووروبي في أن أوميكرون تطور لدى إنسان يعاني من نقص المناعة، وليس في حيوان.
وأفاد موقع "ساينس" Science أن هذه إحدى النظريات الرائدة التي اقترحها خبراء آخرون. وفي هذا السيناريو، قد يصاب الشخص الذي يعاني من نقص المناعة بكوفيد-19، ولكنه يصاب بعدوى مزمنة، لا يستطيع فيها تخليص جسمه من الفيروس؛ ومع استمرارها في التكاثر، التقطت العديد من الطفرات. وتشير الدلائل إلى أن متحوّر ألفا ربما يكون اكتسب طفرات بهذه الطريقة، لكن هذا لم يتأكد بعد بالنسبة لـ"أوميكرون".
وإذا لم يظهر في أي حيوان أو شخص يعاني من نقص المناعة، فقد يكون أوميكرون ظهر لأول مرة في مجتمع يعاني من ضعف في المراقبة الفيروسية، ما يعني أنه قد يكون انتشر وتطور، دون أن يلاحظه أحد، لمدة تزيد عن عام.
وقال كريستيان دروستن، عالم الفيروسات في مستشفى جامعة "شاريتيه" في برلين، لموقع "ساينس": أفترض أن هذا لم يحدث في جنوب إفريقيا، حيث يحدث الكثير من التسلسل، ولكن في مكان آخر خلال موجة الشتاء".
وقال عالم الأحياء التطورية أندرو رامبو، من جامعة "إدنبرة"، إنه لكي يكون هذا صحيحا، يجب أن يكون السكان المصابون معزولين للغاية، بحيث لا ينتشر أوميكرون كثيرا خارج صفوفه. وأضاف: "لست متأكدا من وجود أي مكان في العالم معزول بما يكفي لنقل هذا النوع من الفيروسات لتلك المدة الزمنية دون ظهوره في أماكن مختلفة".