أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أنه يناقش بشكل "عاجل" فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا استجابة لطلب فرنسا وألمانيا بصورة خاصة، في أعقاب العثور على جثث مئات المدنيين بمحيط العاصمة الأوكرانية كييف، ولا سيما في بوتشا، بعد انسحاب القوات الروسية منها.
وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن التكتل "يدين بأشد العبارات الفظاعات التي أفيد أن القوات المسلحة الروسية ارتكبتها في عدة مدن أوكرانية محتلة باتت الآن محررة".
وقال تاراس شابرافسكي، نائب رئيس بلدية بوتشا، إن 50 جثة من بين حوالي 300 جثة عُثر عليها بعد انسحاب القوات الروسية في أواخر الأسبوع الماضي كانت لضحايا عمليات قتل خارج نطاق القانون نفذتها القوات الروسية، بحسب رويترز.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية.
وأبلغ ماكرون إذاعة "فرانس إنتر" بأن ثمة "أدلة واضحة جداً" تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا، بحسب ما نقلت رويترز.
ونفت روسيا، الأحد، مسؤولية قواتها عن مقتل مدنيين في بلدة بوتشا. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها لم تقتل مدنيين في بوتشا، التي استعادتها القوات الأوكرانية من الجنود الروس.
ومن المتوقع أن تلقي الأعمال الوحشية بظلالها على محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا والمقرر استئنافها عبر رابط فيديو اليوم الاثنين.
"إبادة جماعية"
وتحدث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن "إبادة جماعية" محتملة في أوكرانيا.
وقال سانشيز أثناء منتدى اقتصادي: "سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم، وفي هذه القضية المحددة أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حالات مزعومة تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولمَ لا نقولها أيضا، إبادة جماعية".
وندد بـ"العدوان غير المبرر" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "جلب من جديد الحرب إلى أبواب الاتحاد الأوروبي".
وأثارت صور عشرات الجثث بمقابر جماعية أو في شوارع بمحيط العاصمة كييف نهاية الأسبوع الماضي، "صدمة" لدى دول غربية، وفقا لفرانس برس.
واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد، روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، غداة اكتشاف عدد كبير من الجثث في بوتشا.
وسانشيز هو من بين أول قادة أوروبيين يستخدمون مصطلح "إبادة جماعية"، مع نظيره البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، الذي دعا الاثنين، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن "الإبادة الجماعية" في أوكرانيا.
"ألمانيا عقبة"
وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، الاثنين، إن ألمانيا هي العقبة الرئيسية أمام فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.
وقال مورافيتسكي، في مؤتمر صحافي نقلته رويترز: "علينا أن نرى أنه بغض النظر عن الطريقة التي نتعامل بها مع المجر، فإن هذا هو الفوز الرابع من نوعه وعلينا احترام الانتخابات الديمقراطية (...) ألمانيا هي العقبة الرئيسية أمام العقوبات. المجر تؤيد العقوبات".
ويأتي تصريحه بعد فوز رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في الانتخابات الوطنية الأحد، بعد تعرضه لانتقادات بسبب موقفه غير المتشدد بما يكفي من العدوان الروسي على أوكرانيا.
من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبحث حظر استيراد الغاز الروسي، فيما يمثل تخليا عن مقاومة برلين السابقة لتلك الفكرة.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس "سيشعر بوتين وأنصاره بالعواقب"، مضيفا أن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات في الأيام المقبلة.