لا تزال أصداء سقوط العشرات من قوات النخبة الإيرانية والحرس الثوري قتلى وجرحى وأسرى في خان طومان قرب حلب أخيراً وبينهم من يحمل رتباً عالية في القيادة
العسكرية للقوات الإيرانية، تتردد في إيران نفسها حيث أفادت تقارير إعلامية أن عدد القتلى في صفوف الإيرانيين والأفغان واللبنانيين، وصل إلى 80 قتيلاً في معارك تحرير البلدة الأسبوع الماضي.
وذكرت التقارير أن ضربة خان طومان تُمثل أكبر خسارة لطهران بيوم واحد في معركة تخوضها خارج حدودها منذ الحرب العراقية الإيرانية.
وكتب مقاتل إيراني في رسالة على تطبيق واتسآب عبر الهاتف نشرها موقع إيراني رسمي، يقول فيها: «دعواتكم لنا.. لا نستطيع التحرك. هناك 83 منا في غرفة واحدة. نحن في انتظار الدعم بالمدفعية لنتمكن من الانسحاب.. بإذن الله نحن شهداء ولن نؤسر«.
وأفاد موقع «تسنيم« الإيراني، أن من بين القتلى شافي شفيع وهو قائد في
فيلق القدس، الذي هو قوة من النخبة تابعة للحرس الثوري، في الوقت الذي أكد فيه موقع «إيه.بي.إن.إيه« الإخباري الإيراني، أن جثة شفيع بحوزة المعارضة
السورية .
وفي السياق، وصف عضو لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمد صالح جوكار، ما حصل في خان طومان بـ»الكارثة«، وقال إنه «لا توجد أرقام دقيقة بشأن عدد الإيرانيين
الذين قتلوا أو أسروا في كارثة خان طومان»، فيما وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ما حدث بأنه جريمة ارتكبها «إرهابيون جبناء« أثناء وقف إطلاق النار.
أما سكرتير المجلس
الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، فقال في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لنادي الصحافيين الشبان «هذه الحادثة لن تمر من دون رد«.
وبيّنت لقطات صورتها كتائب الثوار السوريين عبر طائرة من دون طيار هجوماً مركزاً على خان طومان بدأ بإطلاق وابل من الصواريخ والقذائف وشاركت فيه عربات مدرعة ودبابة، وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد نتجت في ما يبدو عن تفجير سيارة ملغومة قرب مبنى.
ونشرت مواقع مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أسماء وصور 13 إيرانياً قتلوا في خان طومان، وأغلب هؤلاء القتلى ينتمون إلى وحدة من الحرس بإقليم مازاندران في شمال البلاد.
وأثارت هزيمة القوات الإيرانية مخاوف المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين، من أن الأنباء عن وقوع خسائر بشرية كبيرة قد تحوّل الرأي العام ضد مشاركة إيران في سوريا.
وانعكس بعض من تلك المخاوف في بيان صحافي صدر عن مكتب الحرس الثوري في إقليم مازاندران قال فيه «للحفاظ على الهدوء في المجتمع ينبغي عدم الوثوق في أي معلومات سوى تلك التي تصدر عن مكتبنا«.
وكان الحرس الثوري اعتبر في بيان له أن عناصر «فيلق القدس« قضوا خلال «حرب بالوكالة تُشن ضد إيران«، وهذه المرة الأولى التي يذكر فيها بيان رسمي صادر عن الحرس الثوري أنه «يخوض حرباً بالوكالة«.
كما طالب البيان (الإيرانيين) بألا يكترثوا بما يُنشر حول الحرب في سوريا ما لم تؤكد صحته القوات المسلحة الإيرانية، واصفاً قتلى المعارك في سوريا بـ«مقاتلي الخطوط المتقدمة لكربلاء المقدسة«.
وتصدى الثوار لمحاولة الميليشيات الشيعية اقتحام مدينة داريا بريف دمشق في خرق جديد لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وسط قصف عنيف تعرضت له المدينة بالصواريخ وقذائف المدفعية.
وقال المكتب الإعلامي للواء شهداء الإسلام، إن الثوار تمكنوا من تدمير دبابة تي 72 خلال اشتباكات على الجبهة الجنوبية من المدينة، كما تم تكبيد عناصر النظام والميليشيات الشيعية خسائر كبيرة.
وأكد المكتب الإعلامي أنه لا صحة لما يتداوله إعلام النظام حول خرق الجيش السوري الحر في مدينة داريا للهدنة، وأن النظام هو من قام بالاعتداء وبدأ منذ الصباح بالقصف المدفعي على المدينة، مشيراً إلى أن لواء شهداء الإسلام ملتزم بوقف الأعمال العدائية ولكنه يرد على تجاوزات النظام وخرقه للهدنة.
وبحسب «المركز الإعلامي لمدينة داريا» استهدفت قوات الأسد المدينة بأربع صواريخ أرض - أرض من نوع «فيل« وما يزيد عن 50 قذيفة مدفعية كما اشتعلت الحرائق في المدينة بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له.
وبدأ منذ الصباح طيران الاستطلاع التابع للنظام التحليق في سماء مدينة داريا، تبع ذلك سقوط خمس قذائف مدفعية على المنطقة الجنوبية للمدينة بالتزامن مع حركة آليات لقوات الأسد على الجبهة نفسها.
ويأتي ذلك بعد يومين من تعمد النظام منع إدخال مساعدات طبية إلى المدينة برغم حصول المنظمات الدولية تلك على تصريح مسبق من حكومة الأسد، حيث استغل النظام تجمعاً للمدنيين
الذين كانوا ينتظرون دخول مساعدات دولية عند الجهة الشرقية من مدينة داريا، فقام بقصف التجمع بالمدفعية الثقيلة فاستشهد أب وابنه وجرح 5 مدنيين آخرين.
وفي السياسة وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جدة مساء أمس في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث عقد مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اجتماعاً ثنائياً بحث فيه الجانبان العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، كما جرى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة
السورية.
وفي سياق المفاوضات بين أطراف الأزمة
السورية، قال
نائب رئيس وفد المفاوضات للمعارضة
السورية وعضو الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة، إن جرائم نظام الأسد ونظام إيران بحق الشعب السوري لن تضعف قوى الثورة وترضخها في مفاوضات جنيف، وإنما تزيدها إصراراً على إسقاط نظام الأسد ونيل الحرية والكرامة.
وأوضح صبرة في العاصمة الفرنسية باريس، أنه كان على اتصال مع المجلس المحلي لمدينة داريا المحاصرة منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، وبرغم ظروفهم الصعبة كانوا يؤكدون عدم التهاون في المفاوضات قائلين: «لا تفكروا بنا ولا بالحصار الذي يُفرض علينا، بل فكروا بالأهم بالثورة ومصير الشعب«. وأضاف صبرة أنه «طيلة أربع سنوات حاصرت قوات الأسد وقوات الحرس الإيرانية والميليشيات التابعة للنظام الإيراني، مدينة داريا الواقعة بالقرب من دمشق، ونتيجة الحصار والقصف المتواصل، انخفض عدد سكان المدينة من 400 ألف شخص إلى 8000 شخص، غير أن أهالي داريا لم يسمحوا أن تسقط مدينتهم بأيدي العدو«.
ولفت صبرة إلى أن الأسد ونظام إيران لم يدخرا خلال الأعوام الخمسة الماضية جهداً في ارتكاب جميع صنوف الجرائم بحق الشعب السوري، من قتل المعتقلين تحت التعذيب إلى اقتراف المجازر بحق المواطنين الأبرياء باستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة وإلى قتلهم بالتجويع وتشريدهم وتركهم بلا مأوى في البرد القارس.
وشدد على أن الشعب السوري لم ولن يرفع الراية البيضاء للاستسلام، بل يواصل نضاله حتى إسقاط بشار الأسد، مؤكداً أن «الثورة
السورية تتطلع إلى الأمام إلى النصر، ولا تنظر إلى الوراء أبداً«.
وفي سوريا حيث القصف يتوالى على المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، تستمر كذلك جرائمه بالقتل المباشر أو بالقتل بطريقة الحصار والتجويع وقطع الماء والكهرباء، وكغيرها من باقي المدن المحررة والمحاصرة تستمر أزمة المياه في مدينة تلدو بسهل الحولة شمال محافظة حمص، حيث قامت قوات النظام المتمركزة في حاجز مؤسسة المياه بإيقاف عمل أربعة آبار رئيسية كانت تغذي المدينة بعد سيطرتها على مبنى مؤسسة المياه جنوبي البلدة منذ العام الثاني للثورة وتحديداً ثاني أيام مجزرة الحولة سنة 2012 وتحويله لثكنة عسكرية .
أما أراضي تلدو الخصبة فلم تكن بمنأى عن أزمة المياه التي تعاني منها المدينة، وبالأخص أن قوات النظام التي تسيطر على سد تلدو منعت وصول المياه إلى الأراضي الزراعية ضمن سياسة العقاب الجماعي للشجر والحجر والبشر.
وعلى صعيد آخر، قتل 35 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري في هجوم شنه تنظيم «داعش» وسيطر خلاله على مستشفى في مدينة دير الزور في شرق سوريا واحتجز فريقه الطبي، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وقال المرصد السوري ووسائل إعلام رسمية إن قوات الأسد استعادت السيطرة على مستشفى في دير الزور بعد أن اقتحمه تنظيم «داعش» في أعقاب هجوم شنه مقاتلو التنظيم المتشدد في الفجر على المدينة المحاصرة الواقعة في شرق البلاد. وأضاف المرصد أن «داعش» قتل 35 على الأقل من أفراد القوات المسلحة التابعة للأسد واحتجز بعض أعضاء الطاقم الطبي بالمستشفى. وقال المرصد إن القتال داخل المستشفى وبالقرب منها أدى كذلك إلى مقتل 24 على الأقل من مقاتلي «داعش».