نشرَت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن "معركة جوية" بين لبنان وإسرائيل وعن كيفية التعامل مع الطائرات المُسيرة التي يطلقها "حزب الله" باتجاه العمق الإسرائيلي خصوصاً بعد آخر فيديو نشره الحزب، أمس الثلاثاء، عن "الهدهد" الذي التقط صوراً جوية حية لمواقع استراتيجية إسرائيلية.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الجيش الإسرائيلي بدأ بتطوير نظام هجومٍ ضد فرق إطلاق الطائرات من دون طيار في لبنان، وسيكون ذلك من خلال القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي وتشكيل الدفاع الجوي.
وأشار التقرير إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يُدرك التأثير الذي أحدثهُ فيديو الطائرة من دون طيار التي كشفت خليج حيفا، مشيراً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي اعتبر تلك العملية نوعية ولها عواقب على الجمهور العام داخل إسرائيل.
واعتبر التقرير أنه في إسرائيل، لم يجرِ تكريس ميزانيات وقدرات تطويرية كافية لمواجهة التهديد الجديد المُتمثل بـ"الطائرات المسيرة"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ سابقاً إجراءات للإضرار بقدرة طائرات "حزب الله" من دون طيار، مثل تعطيل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما دفع تطبيق "وايز" إلى توجيه سائقي شمال إسرائيل إلى مطار بيروت.
وتابع: "حتى في لبنان، فقد تعلموا قدرة الجيش الإسرائيلي على التعطيل وقاموا بتطوير أنظمة مراوغة. الآن فقط، يفهم الجيش الإسرائيلي حجم المشكلة على الصعيد العملي وفي ذهن الجمهور في إسرائيل خصوصاً بعد استمرار القتال والحرب على مدى 8 أشهر".
وأكمل: "في الأسابيع الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي عدداً من العمليات التي زادت من قدرات الكشف، وتم إجراء تعديلات حتى تتمكن القبة الحديدية من اعتراض الطائرات من دون طيار".
وأردف: "يقسم الجيش الإسرائيلي الطائرات من دون طيار إلى نوعين: طائرات من دون طيار تقوم بالتصوير، وطائرات من دون طيار تهاجم، ويقول الجيش إن الطائرات من دون طيار التي تنفذ مهمات تصويرية، قامت بطلعات جوية في منطقة خليج حيفا، وفي بعض الحالات، تم تجنب إطلاق صاروخ اعتراضي بعد أن كان مفهوماً أن القيام بهذه الخطوة من شأنه أن يساهم في إطلاق الإنذارات في مناطق واسعة، مع العلم أن الطائرة من دون طيار التي يتم اعتمادها ليس لديها القدرة الهجومية".
واستكمل: "في بداية القتال، استخدم حزب الله الصواريخ المضادة للدروع، وأدى إطلاق النار بواسطة تلك القذائف إلى وقوع إصابات خطيرة ومميتة في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية. إثر ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي وحدات عديدة تابعة للحزب كانت متخصصة في إطلاق تلك الصواريخ ما أدى إلى دفعها نحو الخلف بعيداً عن الحدود. بناء على ما حصل في هذا الإطار، قررت القيادة الشمالية والقوات الجوية استنساخ نموذج المواجهة المذكورة مع الصواريخ المضادة للدروع وذلك لمواجهة التهديد الذي تشكله الفرق المعنية بإطلاق الطائرات من دون طيار المملوكة من حزب الله".
عملية عقلية لإثارة الذعر
وبالعودة إلى فيديو "الهدهد"، تقول "معاريف" إنّ الجيش الإسرائيلي يحاول طمأنة الجمهور بعد المقطع الذي نشره "حزب الله".
وتنقل "معاريف" عن مسؤول في القيادة الشمالية الإسرائيلية تعليقاً على الفيديو قائلاً: "هذه عملية عقلية لإثارة الذعر العام في إسرائيل. لا توجد معلومات خاصة في هذا الفيديو لا يمكن الحصول عليها من أي موقع للتصوير عبر الأقمار الصناعية".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن "حزب الله" يستخدم طائرات من دون طيار لأغراض جمع المعلومات، علماً أن هذه الطائرات ليس لديها قدرات هجومية. وهنا، يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون: "الفيديو الذي تم توزيعه كان يهدف إلى التوعية، لا أكثر من ذلك".
ووفقاً لـ"معاريف"، فإن "حزب الله" كان يحاول خلال الأسابيع الأخيرة، إطلاق طائرات لأغراض التجميع في خليج حيفا. وفي الأسبوع الماضي فقط، عثر الجيش الإسرائيلي على 5 من تلك الطائرات وأصابها في منطقة نهاريا في عكا وحيفا. ومع ذلك، يعترف الجيش الإسرائيلي بأنه ليس لديه إجابة كاملة على تحدي الطائرات من دون طيار، وخاصة تلك التي يتم إطلاقها لمدى قصير يصل إلى بضعة كيلومترات.
وحالياً، فإن الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع يقومان حالياً بدراسة العديد من التطورات التكنولوجية الجديدة في مجال الاعتراض الطائرات من دون طيار.