نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ وحدات عسكرية إسرائيلية ضمن الإحتياط، تستعدّ لـ"غزو" قد يشنه "حزب الله" ضدّ إسرائيل.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه من 7 تشرين الأول الماضي، شهدت الوحدات الإحتياطية في المستوطنات الشمالية المحاذية للبنان تحولاً لافتاً، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتبرُ هذه الوحدات "سرايا دفاع مقاتلة وتحت إشرافٍ مُباشرة لقيادة المنطقة الشمالية"، وأضاف: "لقد تم بناء خطة دفاع تشغيلية لكل مستوطنة، وتقوم الوحدات الإحتياطية بتدريب بعضها البعض على المناورات الحربية، فيما الهدف في نهاية الطريق ضمن كل منطقة هو الوصول إلى قوة مشابهة لفرقة مُشاة عسكرية".
ولفت التقرير إلى أنَّ القوات المُقاتلة التي كانت ترتدي الزيّ العسكري ويقودها حراس مدنيون، قامت باقتحام مستوطن أمير في الجليل الأعلى من عدة نقاط في نفس الوقت، وقام عناصرها بالانتشار بين المنازل وحاولوا اختطاف جنود مع استخدام كلاب.
ويشير التقرير إلى أن "هذا السيناريو لم يكن بمثابة تسلل حقيقي"، موضحاً أن "عناصر القوات الغازية للمستوطنة كانوا أعضاء في الفرقة الاحتياطية لمستوطنة كفار بلوم المجاورة، والذين قاموا بتشكيل عدو في المناورة الحربية، وذلك لتدريب الأعضاء الاحتياطيين في مستوطنة أمير".
وأكمل: "كجزء من التمرين، تلقت قوات الدفاع المحلية تنبيهات حول اختراق طائرات من دون طيار انتحارية، وعن حرائق نتيجة سقوط صواريخ على المنازل المنهارة والأماكن التي كان يوجد فيها أشخاص محاصرون، حيث قفز أعضاء فرقة الطوارئ المحلية من المنطقة، وفي غضون دقائق كانوا بالفعل في المواقع التي تم تعيينهم فيها في وقت مبكر، وبعد فترة وجيزة عادوا بالفعل لجمع الأطفال الذين أنهوا اليوم الدراسي في البرامج الصيفية في المستوطنة، بعد تحييد القوات الغازية".
وفي السياق، يقول باراك شابيرا، وهو أحد المسؤولين في مستوطنة أمير: "عندما نقوم بتدريبات وندرب بعضنا البعض، فإن ذلك يخلق تعاوناً مذهلاً".
ووفقاً لـ"يديعوت"، التمارين التي يتمّ إجراؤها تجعل القوات تواجه تكتيكات لم تفكر بها في الضرورة، الأمر الذي يتطلب التحسين المُستمر.
التجنيد بدون توقف
وفي منطقة القيادة الشمالية، من رأس الناقورة إلى هضبة الجولان، تنتشر 120 مستوطنة، وحتى 7 تشرين الأول الماضي، كان من الصعب تجنيد متطوعين يوافقون على الانضمام إلى القوات الاحتياطية، والتي لم تحظ أيضاً باهتمام كبير ومعدات مناسبة.
وفي العديد من المستوطنات لم تكن هناك أسلحة متاحة على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين (أي منذ 7 تشرين الأول الماضي)، غيّر الجيش ووزارة الدفاع، إلى جانب الوزارات الحكومية ومنظمات الإغاثة، صورة الواقع، التي تبدو بعيدة بسنوات ضوئية عما كانت عليه قبل أن تشهد إسرائيل على هجوم حركة "حماس" ضد مستوطنات جنوب إسرائيل، والذي يشبهُ ما كان حزب الله يخطط له منذ سنوات.
وفي السياق، قال مسؤول عسكري كبير في القيادة الشمالية: "لقد ضاعفنا عدد القوات في الصفوف الاحتياطية مرتين على الأقل، ونواصل تجنيد المزيد من السكان المقاتلين المحليين وتدريبهم".
في الواقع، لم يعد الجيش الإسرائيلي ينظر إلى تلك الفرق على أنها "فرق احتياطية"، بل باعتبارهم سرايا دفاع مقاتلة حقيقية، والتي خضعت في غضون بضعة أشهر لتحول كبير، وتضم الآن مقاتلين بكامل المعدات والأسلحة الحديثة، كجزء من التجهيز.
ويوضح مسؤولٌ عسكري كبير إنّ البرنامج الذي يشمل هؤلاء المقاتلين الاحتياطيين يسمى "عودة الروح"، ويضيف: "في المرحلة الأولى، تلقى كلّ مقاتل في الـ 41 مستوطنة الأقرب إلى الحدود المعدات الأساسية من الأسلحة والخوذات التكتيكية والدروع الخزفية. كذلك، سنتسلم في الأسابيع المقبلة أكثر من 1000 مدفع".
ووفقاً لمسؤولين في الجيش، فإن الهدف هو "أن تكون هناك قوة في نهاية الطريق في كل منطقة، على شكل فرقة مشاة صغيرة".
وقال المسؤول العسكري الكبير إنه يدرك الانتقادات ورغبة القوات المحلية في الحصول على المزيد من الأسلحة والمعدات العملياتية وأوضح: "الجيش يوزع الأموال مع مراعاة كافة احتياجات الوحدات وتحديد الأولويات. ونحن سعداء بذلك. على الأرض يطلبون المزيد وسنحاول تلبية كافة الاحتياجات".
ووفقاً لـ"يديعوت"، فإن الأشهر الـ9 الأخيرة في الشمال كانت صعبة ومعقدة بالنسبة لقوات الاحتياط الكثيرة المتمركزة على طول الحدود، وبالتأكيد بالنسبة للمقاتلين في قوات الدفاع عن المستوطنات، التي تم تهجير سكانها منها ويتعرضون لهجمات حزب الله.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يحاول تحديد الصورة الأمنية للمستقبل في المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، وتحديداً لليوم التالي للحرب.
ويعتقد كثيرون أن الجيش الإسرائيلي ستتقدم باتجاه لبنان، وستكون الوحدات الاحتياطية أساسية لحماية منازل المستوطنات بالإضافة إلى أنها ستكون مسوؤلة عن تقديم إستجابة ميدانية خصوصاً في حال سقوط صواريخ واندلاع حرائق.