ردّ العدوّ الاسرائيلي على الهجوم اليمني الذي استهدف "تل أبيب" أمس الاول من خلال مجموعة من الغارات العنيفة التي ضربت ميناء ومطار "الحديدة"، المدينة اليمنية الساحلية التي تُطلّ على البحر الأحمر. وهذا الامر زاد من الهواجس حول مصير المنطقة في ظلّ ترقّب ردّ يمني على اسرائيل في الايام المقبلة.
وبحسب مصادر مطّلعة فإنّ التصعيد الاسرائيلي مع اليمن لن يكون له تأثير مباشر على جبهة لبنان، إذ إن هذا الحدث سيكون له ارتدادات على الجبهة اليمنية، ومن المرجّح أن يكون عبارة عن رد ورد مضادّ من دون تدحرُج نحو تصعيد أكبر، نظراً لعدم قدرة العدوّ على فتح معركة طويلة ومواصلة العدوان تجاه اليمن البعيدة نسبياً عن اسرائيل.
وتعتقد المصادر أن التأثيرات الفعلية على الجبهة الجنوبية للبنان ستحصل في حال قررت اسرائيل المبادرة الى تصعيد مضادّ خوفاً من تصعيد لبناني، وبالتالي فإن فتح اسرائيل لجبهة أوسع في لبنان، بحجم عدوانها أمس على منطقة "أبو الأسود"، قد يجرّ الى معركة اكبر من تلك الحاصلة اليوم ويفتح الباب أمام توسّع جدّي للحرب.
من الواضح أن التصعيد الاسرائيلي يأتي في وقت لا يحتمل فيه العدوّ أي تهاون أو إظهار للضعف في ظلّ المفاوضات الحاصلة مع حركة حماس من جهة، وفي ظل اقتراب موعد كلمة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة الاميركية من جهة أخرى. وعلى هذا الاساس يمكن فهم التطورات الحاصلة وعدم ميل اسرائيل لأي تصعيد من الجانب اللبناني او اليمني أو مختلف الساحات.
وتضيف المصادر أنه في حال تمّ استبعاد أي خطوة متهوّرة من قِبل حكومة نتنياهو، تبقى كل عمليات التصعيد الحاصلة مضبوطة، مهما توسّعت، لأنها تهدف بالاساس الى تحسين الشروط خلال المفاوضات، وليس هناك نيّة لدى أي طرف من الأطراف المعنية بالذهاب نحو تصعيد مفتوح غير واضح لا على مستوى المدّة الزمنية ولا على مستوى النتائج.