قام نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بجولة تفقدية لمدينة الخيام، مواكبا عودة الأهالي إلى البلدة، وهنأ اهلها والقرى المحررة بإنجاز التحرير، يرافقه عدد من العلماء.
وتحدث العلامة الخطيب من بلدة الخيام إلى عدد من وسائل الإعلام وأمام الأهالي العائدين، فقال : "أحيي كل الاعلام المقاوم الذي شارك في الوصول الى هذه اللحظة، وتسجيل هذا الانتصار بدخول أهالي القرى التي كانت محتلة، حيث يمنع العدو أهلها من العودة اليها، ويحاول أن يُثبّت وجوده في هذه المنطقة. اليوم انكسر جبروت العدو وثبّتَ أهالي هذه القرى وثبتت المقاومة وتحقق انتصار لبنان وانتصارنا جميعاً، الذي هو ليس انتصاراً لطائفة وليس انتصاراً لجهة وإنما انتصاراً للبنان كل لبنان".
وأضاف: "اليوم نحن في بلدة من بلداتنا التي سطّرت اسطورة في الدفاع وفي المواجهة مع هذا العدو المجرم الذي استطاع أن ينال من الحجر ولم يستطع أن ينال من إرادة أهلنا ومن إرادة المقاومة ومن إرادة اللبنانيين. اليوم يولد لبنان جديد بهذه المقاومة وهذه الصورة أمام العالم التي أثبتها أهلنا في إصرارهم على تحرير أرضهم وعلى طرد العدو من آخر شبر من أرضنا، وأصبحت صورته هي الصورة الوحشية أمام هذا الدمار وهذا الخراب وأمام هذا الإجرام".
وتابع: "على الرغم من الألم الكبير الذي نشعر به، والذي نختزنه في صدورنا على الشهداء، و على الشهيد الكبير السيد حسن نصرالله وعلى إخوانه السيد هاشم وعلى القادة جميعاً وعلى كل المقاومين الذين كان صمودهم غير مسبوق في هذه المنطقة التي مارس فيها العدو أقسى وحشيته ، ولكن إرادتنا بقيت قوية وإنتصرنا وإنتصر لبنان اليوم. مبارك للبنانيين جميعاً، مبارك لكل الذين وقفوا إلى جانب المقاومة وأدوا ما عليهم في سبيل وطنهم وفي سبيل كرامتهم وفي سبيل حريتهم".
وأشار إلى أن "لبنان الرسمي والشعبي والمقاومة إلتزموا بالهدنة وبوقف إطلاق النار مقابل عدم إلتزام إسرائيلي، لأنه أبى إلا أن يخرج مهزوماً، ولو خرج بمقتضى الإتفاق لما سجلنا اليوم هذا الإنتصار بهذا الشكل، الله سبحانه وتعالى أراد لشعبنا أن يُبرز إنتصاره وإرادة المقاومة، وأن هذه المقاومة نتيجتها هو التحرير بالقوة وبالفعل، بفعل السلاح بفعل المقاومة وبفعل إرادة جمهور المقاومة الذي نحن بفضله موجودون هنا".
وأكد الشيخ الخطيب أن "شعب المقاومة وبيئتها هم من أبناء هذه القرى، هم من أبناء هذه القرى التي ترفض الاحتلال وترفع لواء المقاومة، ونتمنى على أن يكون فعلاً هناك لبنان جديد كما أراد فخامة رئيس الجمهورية في قسمه، وأن نبدأ لبنان الجديد الذي سطر أوائل حروفه وأواخر حروفه وسطره أهالي هذه القرى وأهالي هذه المناطق، أن لا سيادة للبنان من دون جنوب لبنان ومن دون إرادة هذه القرى وأهالي هذه القرى. اليوم نحن في لبنان الجديد الذي سيبقى عصياً على كل أعداء لبنان وعلى كل أعداء اللبنانيين، ونرجو أن يأخذ اللبنانيون جميعاً الدرس اليوم وأن يعودوا إلى وطنيتهم، فالذين مارسوا للأسف موقفاً معادياً للمقاومة وقالوا بأن لا فائدة هذه المقاومة، نقول لهم أن المقاومة فائدتها هي حفظ كرامة اللبنانيين وحرية الأرض وحرية المقاومين جميعاً وحريتنا، حريتنا ليس لها ثمن، وإذا كان هناك من دمار ومن خراب، فكما إستطعنا أن نهزم هذا العدو ونخرجه ذليلاً اليوم في هذه اللحظة، سنستطيع إن شاء الله وبإذن الله وأن نعمر هذه القرى. هناك مسؤولية كبيرة على الدولة اللبنانية وعلى المسؤولين اللبنانيين الذين أخذوا عهداً على أنفسهم بالقيام بهذا الدور، المسؤولية كبيرة على المسؤولين اللبنانيين، ونرجو من فخامة رئيس الجمهورية وهو ما أكده والحكومة القادمة إن شاء الله، أن يكون هذا الأمر من أولوياتهم، وبالتالي أن يظهر اللبنانيون كما ظهرنا اليوم في هذه المنطقة في هذا العز وفي هذه الكرامة، وألا نؤخر تشكيل الحكومة الذي يجب أن يكون قريباً جداً. ليس العمل الصحيح هو عمل النكايات مع هذه المقاومة ومع هذه المناطق ومع الذين دافعوا عن كل لبنان، وإستشهد أبناؤهم فداء عن كل لبنان وحفظ حدود لبنان".