Advertisement

لبنان

المرأة اللبنانية في سوق العمل.. تحديات وفرص في ظل الضغوط الأسرية

ماريا رحّال - Maria Rahhal

|
Lebanon 24
01-04-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1341180-638790944335163328.jpeg
Doc-P-1341180-638790944335163328.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تعتبر نسبة النساء العاملات في لبنان من القضايا الاجتماعية والاقتصادية المهمة التي تعكس التحديات التي تواجهها المرأة في سوق العمل. ووفقًا للتقارير، تشكل النساء حوالي 25% من إجمالي القوى العاملة في لبنان، وهو ما يعكس تمثيلًا ناقصًا مقارنة بالرجال.
Advertisement

وتشير المعطيات إلى أن نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة اللبنانية كانت 22% فقط وفقًا لبيانات عام 2022 الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي. هذا الرقم يعكس الفجوة الكبيرة بين الجنسين في سوق العمل، حيث يهيمن الرجال على معظم الوظائف ويشغلون نحو ثلاثة أرباعها.

تواجه النساء العديد من العوائق التي تحد من مشاركتهن في سوق العمل. ووفقًا لتقرير مجموعة البنك الدولي، فإن مسؤولية رعاية الأطفال تُعدّ من المعوقات الرئيسية التي تحول دون دخول المرأة إلى سوق العمل. حيث أشار التقرير إلى أن 60% من الأمهات اللواتي شملهن المسح الاستقصائي ذكرن أن رعاية الأطفال هي السبب الرئيسي لعدم انخراطهن في العمل.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل الأسباب الأخرى انخفاض الأجور وعدم توفر وسائل النقل والمواصلات، بالإضافة إلى الاعتبارات الاجتماعية والثقافية التي تتوقع من النساء تحمل مسؤوليات الرعاية المنزلية.

على الرغم من أن نسبة التعليم بين الإناث مرتفعة، حيث تشكل الإناث حوالي 54.4% من الطلاب الجامعيين، إلا أن هذه النسبة لا تنعكس بشكل إيجابي على معدلات التوظيف. فقط 10% من مقدمي خدمات رعاية الأطفال يعملون بكامل طاقتهم، مما يشير إلى وجود فجوة بين التعليم وفرص العمل المتاحة.
وتسعى الحكومة اللبنانية ومنظمات المجتمع المدني إلى تعزيز مشاركة النساء في سوق العمل عبر تنفيذ سياسات تدعم حقوق المرأة وتوفير بيئة عمل ملائمة. ومع ذلك، لا تزال نسبة الشركات التي تقدم خدمات رعاية الأطفال لموظفيها منخفضة جدًا، حيث لا تتجاوز 5%.

التحديات التي تواجه الأمهات العاملات

تشير الاخصائية النفسية ماريا شلح، لـ"لبنان24" الى أن  "الأمهات العاملات تواجه عدة تحديات، منها عدم القدرة على التغيب عن العمل، فعندما يمرض أحد الأطفال أو يحتاج إلى رعاية خاصة، تجد الأم العاملة نفسها في موقف صعب حيث لا يمكنها ترك عملها بسهولة".

وتضيف: " تعاني الكثير من الأمهات من ضغوط نفسية نتيجة السعي لتحقيق التوازن بين متطلبات العمل ومتطلبات المنزل. وتشير الدراسات إلى أن الصحة العقلية للعديد من الأمهات تتدهور بسبب هذه الضغوط".

استراتيجيات التوازن
للتعامل مع هذه التحديات، تقول شلح: "تشارك العديد من الأمهات مسؤوليات الرعاية مع الأزواج أو أفراد العائلة الآخرين مثل الجدّات أو الخالات. وتسعى النساء إلى تنظيم أوقاتهن بشكل فعال، مما يساعدهن على تخصيص وقت كافٍ لكل من العمل والأسرة".

كما تلجأ بعض النساء إلى المجموعات الاجتماعية أو المجتمعات المحلية للحصول على الدعم والمشورة حول كيفية التعامل مع الضغوط اليومية.

الى ذلك، تعمل الأمهات على تحديد أولوياتهن بناءً على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا سواء كانت عائلية أو مهنية.

آراء نساء عاملات
تشير أماني، معلمة لغة فرنسية وأم لطفلين، لـ"لبنان24 إلى الضغوط التي تواجهها كأم عاملة: "حين يطالبني المجتمع بأن أكون قائدة ورائدة في كل الميادين… أغرق في دوامة من السعي لتلبية التوقعات". تعكس أماني الصراع بين تحقيق الذات ومتطلبات المجتمع.

وتقول طبيبة أسنان وأم لبنتين: "الأمومة هي الحقل الذي لا يمكن أن يستعاض به عن المرأة. لو شغلت أهم المناصب، لا يمكن لأحد أن يحل مكاني خصوصا في أولى سنوات تكوين الأولاد". تعبر سحر عن أهمية دور الأم ولكنها تؤكد أيضًا على ضرورة تحقيق الاستقلالية المادية للنساء.


إن الوضع الحالي للنساء العاملات في لبنان يعكس تحديات متعددة تتعلق بالثقافة والاقتصاد والسياسات العامة. ورغم الجهود المبذولة لتحسين ظروف العمل وتوفير خدمات رعاية الأطفال عالية الجودة وميسورة التكلفة، إلا أن الفجوة بين الجنسين لا تزال قائمة وتحتاج إلى معالجة شاملة لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

ماريا رحّال - Maria Rahhal

صحافيّة ومُحرّرة