الغارة
الإسرائيلية التي طالت مدينة صيدا، فجر الجمعة، وأدّت إلى استهداف القيادي في حركة "حماس" حسن فرحات، تطرح تساؤلات عن الرسائل التي تريد
إسرائيل إيفادها للبنان من بوابة الحركة وربطاً بأحداث غزة التي استأنفت تل أبيب الحرب فيها.
أمنياً، ما يظهر هو أن
إسرائيل تسعى لوضع قادة حركة "حماس" في الخارج تحت الملاحقة، وما الساحة
اللبنانية إلا ميدانا لهذا الأمر لاسيما أنَّ مسؤولي الحركة المتواجدين هنا يُعتبرون من الشخصيات المؤثرة على الصعيد العسكريّ بين
لبنان وغزة.
لهذا السبب، تسعى إسرائيل إلى وضع قادة الحركة على قائمة الاستهدافات المُحدّدة، ذلك أن الهدف الأول والأخير من ذلك هو عدم السماح لـ"حماس" بإعادة ترميم قاعدتها القيادية وبالتالي إقحامها أكثر في حرب استنزافٍ إضافية.
المُفارقة هنا هو أنَّ إسرائيل تريد الضغط على الدولة
اللبنانية في مسألة الاغتيالات التي تطالُ قادة "حماس"، فالمسألة لا ترتبط باغتيال شخصية هنا أو قياديّ هناك، بل ترتبط بأبعاد أخطر تتمثلُ في جعل أي منطقة لبنانية يتواجد فيها مسؤول من الحركة، عرضة للقصف الإسرائيليّ.
النقطة هذه تنطبق على مدينة صيدا، وتقول مصادر فلسطينية لـ"لبنان24" إنَّ إسرائيل تريد إدخال المدينة في دائرة الإستهداف كونها تمثل معقلاً أساسياً لقادة "حماس"، مشيرة إلى أنَّ "فرحات الذي تم اغتياله يعتبر من القادة الذين ينسقون بشكل أساسي مع قادة القسام في غزة، وبالتالي فإنه يعتبر عنصراً محورياً في الجبهة التي قادتها حماس ضد إسرائيل انطلاقاً من لبنان".
المصادر قالت أيضاً إنَّ إسرائيل لا تريد الاقتصاص من قادة "حماس" في
لبنان بمجرد أنهم يؤثرون بنسبة بسيطة على معارك غزة، بل الهدف يكمن في مكان آخر كما توحي الإشارات والتحليلات، وتضيف: "اليوم، فإن الضغط
الإسرائيلي الذي يجري هدفه أيضاً جعل البيئة اللبنانية تنتفض ضدّ حماس وقادتها ذلك أنَّ الاستهدافات التي تحصل تطال مناطق سكنية وذات تواجد لبناني".
ووفقاً للمصادر، فإنّ إسرائيل تريدُ خلق حالة من البلبلة بين
الفلسطينيين واللبنانيين انطلاقاً من الاغتيالات، الأمر الذي يأخذ الأمور أكثر نحو توترات داخلية في لبنان قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق البحث الفعلي بالسلاح الفلسطينيّ وبالتالي تحجيم "حماس" مثلما يتم العمل على تحجيم "حزب الله" عسكرياً كونهما في خندق تحالفيّ واحد.
إذاً، ما يظهر هو أنَّ الضغط الذي تحاول إسرائيل خلقه يطال الساحة
الفلسطينية برمتها في لبنان، وما تعكسه الأحداث يرجح استمرار عمليات الاغتيالات التي قد تطالُ قادة ميدانيين محوريين في "حماس" أو "حزب الله"، وبالتالي جعل الواقع الأمني أكثر تعقيداً.