الرئيس المكلف سعد الحريري لن يستسلم للعقد والصعوبات، وهو لن يتعب، ولن يوزر المعارضة السنية، والسجالات "التويترية" آخذة بالاتساع بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي ونوابه وكوادره، على الرغم من ان النائب وليد جنبلاط طلب من "الرفاق عدم الدخول في سجال مع المجموعة العبثية" (في إشارة إلى التيار العوني)، والمصالحة المسيحية، تتخذ ابعاداً "قدسية" من بكركي، وسط أسئلة تصبُّ في صلب الحراك الحاصل: هل يؤدي تعويم "المصالحة المسيحية" إلى انعاش الحركة الحكومية، التي لم تتوقف على خط التأليف؟لا اجابات محددة ولا حتى معلومات، جل ما في الأمر ان حركة التأليف لم تتوقف، والمعلومات تتحدث عن مسودة يحضرها الرئيس الحريري، سواء أكانت محددة أم في الإطار العام، وهي تقضي بحل العقدة "القواتية" على نحو إسناد 4 حقائب لكتلة "الجمهورية القوية" وحلّ العقدة الدرزية باسناد حقائب للدروز الثلاثة إلى فريق النائب جنبلاط، اما في ما خص تمثيل سنة 8 آذار من النواب، فهي غير مطروحة للبحث، فالسنة جميعهم يمثلهم تيّار المستقبل، ومن يرى ضرورة توزيرهم من المؤيدين أو الحلفاء.وبانتظار جلاء الصورة يمكن ان يصعد الرئيس المكلف إلى بعبدا لعرض المسودة الحكومية على الرئيس ميشال عون، الذي ما تزال اوساطه تؤكد انه متفائل بتأليف الحكومة، ومواصلة مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد.وإذا كانت المصادر العونية تعتبر ان النار الحكومية ما تزال بطيئة لانضاج طبخة الوزارة، لاعتبارات يتجنب المعنيون الاقتراب منها أو كشفها، فإن الفريق المسيحي يمّم وجهه شطر المصالحة، وذهب التيار الوطني الحر إلى تأليف لجنة مركزية لإعادة النازحين السوريين على نحو ما فعل "حزب الله" بهدف تسريع عودتهم، ومنع الاحتكاك بين الشعبين اللبناني والسوري، والتبرير لرئيس التيار جبران باسيل، في حين تولى بعض نوابه التسديد على النائب جنبلاط وفريقه من نافذة "الحرب التويترية" المستعرة بين الجانبين.
(اللواء)