منذ الحديث عن لقائه غير المعلن بالامس برئيس مجلس النواب نبيه بري، بدأت التحليلات السياسية تشير الى ان الرئيس سعد الحريري سيقدم تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية ميشال بهدف احراجه، انطلاقا من ان رفض الاخير لها محسوم، لعدم حصول اتفاق مسبق معه على اسماء الوزيرين المسيحيين الذي سيختارهما الحريري.
مصادر مطلعة تؤكد "ان الحريري سيختار شخصيتين لا غبار عليهما بهدف اظهار عون بصورة المعطّل الذي لا يرغب بالتشكيل، لكن هذه الفرضية تقوم على قاعدتين اساسيتين، الاولى رفض عون المحسوم للتشكيلة، والثانية حسم الحريري موقفه من الاعتذار".
وتشير المصادر الى"ان الحريري قد يكون اتخذ قرار الاعتذار بعد شعوره بأن السعودية عادت، ولو بتحفظ، الى الساحة اللبنانية بعد اجتماع وزير خارجيتها مع وزيري خارجية كل من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، ما يعني ان الانكفاء السعودي انتهى وتراجعت بالتالي قدرة الحريري على المناورة "..
وترى المصادر ان ما لم يحسب له الحريري حسابا هو ان يقوم عون بالتوقيع على تشكيلة الحريري في حال قدمها، خصوصا ان هناك معطيات توحي بأن "التيار" بدأ تقديم تنازلات جدية فيما يخص اعطاء الثقة للحكومة وذلك تجاوبا مع مساعي "حزب الله".
وتقول المصادر "ان محاولة الحريري احراج عون ستنقلب عليه حينها، فهل يستطيع الحريري تشكيل حكومة في ظل الرفض السعودي توليه رئاستها؟ ام ان الحريري سيقدم مجرد مسودة حكومية لعون لتجنب انقلاب السحر على الساحر؟"
تشير المصادر الى ان بري لا يؤيد تقديم الحريري اعتذاره عن عدم التشكيل، بل دعاه الى التريث وعدم التسرع بمثل هذا القرار، ولعله قد ساهم في اقناعه بأن يقدم تشكيلة حكومية مؤلفة من ٢٤ وزيراً قبل الاقدام على اي خطوة غير محسوبة النتائج ، خصوصا ان اعتذاره سيعني ان لا حكومة قبل الانتخابات النيابية المقبلة".
وتلفت المصادر" الى ان الحريري، لن يقدم على اي خطوة بإتجاه الاعتذار قبل تنسيقها مع بري، وبالرغم من ان هذه الخطوة باتت شبه محسومة، غير ان الاقدام عليها يحتاج الى مقدمات سياسية وهذا يعني ان الحريري لن يترك حليفه الاساسي الرئيس نبيه بري من دون اي قدرة على درس خياراته، كي لا يكون الاعتذار فرصة للعهد ، وهو الخصم الاساسي لبري، لتشكيل حكومته، في ظل الدعم الذي يتمتع به من حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي".