مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
وسط المزيد من مشاهد الانهيار على طول البلد وعرضه والارتفاع الجنوني في مستوى الأسعار بما ينذر بعجز معظم المواطنين عن الحصول على حاجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة علما أنه من لم يمت من نقص الغذاء والداوء والماء مات في طوابير الذل على محطات المحروقات كما حصل نهارا في بلدة جويا الجنوبية..
واليوم حذرت نقابة أصحاب الافران من فقدان الرغيف بدءا من الاسبوع المقبل جراء نفاذ مادة المازوت الذي يعد الناس أيضا بالمزيد من العتمة مع لجوء بعض أصحاب المولدات لإيقاف مولداتهم عن العمل..
وسط هذا المشهد الكارثي يمارس أهل الحكم لعبة تحدي الذات بإجرائهم وعلى البارد مروحة موسعة من الاتصالات بين المقرات الرسمية ومختلف القوى الفاعلة للوصول الى توافق على اسم الشخصية التي سيتم تكليفها بتشكيل حكومة نهار الاثنين المقبل بحسب الموعد الذي حددته رئاسة الجمهورية..
وتفيد آخر المعطيات المتحصلة من مشاورات ما قبل الاستشارات الملزمة بأن أسهم الرئيس نجيب ميقاتي ترتفع وإن لم يحسم الأمر بين معظم الكتل النيابية بعد بانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة لا سيما لجهة الضمانات التي قيل أن ميقاتي سيطلب توفرها لدخول ساحة التأليف.
فما هي الشروط التي يضعها ميقاتي للقبول بالمهمة وهل تتكرر معه تجربة الرئيس الحريري؟.
مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"
إنها ليست نظرية المؤامرة... بل هي المؤامرة بعينها الوقحة ولسانها الكاذب وإعلامها المشبوه وأقلامها المأجورة... هي مؤامرة سياسيي وإعلام النيترات والدولارات على حق اهالي شهداء المرفأ في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة قبل أي أحد آخر.
في الأسباب الموجبة أن من يريد فعلا الحقيقة لا يسلك درب الشعبوية لان هذا الدرب لا يوصل الى العدالة التي يؤمنها حصرا الإلتزام بالقانون والدستور كما فعل مجلس النواب إنطلاقا من واجباته وصلاحياته بالإتهام... ومسؤولياته في المراقبة والمحاسبة وفق الأصول الدستورية والقانونية.
أما سياسيو وإعلام النيترات والدولارات فلا يحق لهم اصدار الاتهامات والاحكام خلافا لنصوص الدستور ولقواعد القانون والعدل وتضليلا للحقيقة التي ما من لبناني الا ويريدها إحقاقا للحق وصونا للعدالة وإنصافا لدماء الشهداء والجرحى.
وهنا لا بد من سؤال القضاء عن دوره في التحرك لوضع حد لهذه الاساءة الموصوفة لمهمته ولمنطق القانون والعدالة كما نسأل اعلام النيترات والدولارات الذي يعرف كل شيء كما يدعي ويروج كل ما يخطر بباله من سيناريوهات مفبركة نسأله: لماذا لا يقول للناس من ادخل النيترات الى المرفأ وكيف حصل الانفجار؟؟.
على أية حال فإن مجلس النواب وفي بيان لمديرية الاعلام جدد التأكيد اليوم وكما منذ اول يوم على انه تعاون ويتعاون وسوف يتعاون مع القضاء وان مهمته الاولى الآن تأليف لجنة تحقيق وفقا لما نص عليه القانون رقم 13 والسير بالتحقيق من البداية الى النهاية بعيدا عن أي إستثمار سياسي او شعبوي يطيح بالنتيجة التي تؤدي الى العدالة.
وبناء على ما تقدم.. هل تعرفون من هو المشبوه حقيقة؟ المشبوه هو دور هذا الأعلام من باعة الهوا المفتوح على مصراعي الأكاذيب...
أيها اللبنانيون... إحذروا إعلام النيترات... إحذروا باعة الهوا بالدولارات الـ FRESH.
مقدمة نشرة أخبار "المنار"
بلقيس ملكة سبأ حذرت قومها أهل اليمن كما ورد في القران الكريم "ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها"، كما إن التجارب في لبنان تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الساسة الفاسدين اذا ما دخلوا قضية محقة أفسدوها، وكادوا أن يفسدوا القضاء معها. فمع اقتراب الذكرى الاولى لكارثة العصر الانفجار الكبير في الرابع من آب، أبواق من كل حدب وصوب ومنهم من تلطخت أيديهم بالدماء تطلق كلام حق يراد به باطل، اتهامات مسبقة ومحاكمات وأحكام خدمة لاجندة تدفع بالبلد نحو الانفجار الاكبر.
مجلس النواب دعا القضاء وخاصة المحقق العدلي للتحرك ووضع حد للاساءة الموصوفة بحقه ولمنطق القانون والعدالة، مجلس النواب دعا القضاء لمعرفة حقيقة من أدخل النيترات الى المرفأ وكيفية حصول الانفجار بعيدا عن أي إستثمار سياسي وشعبوي.
حكوميا، جدية هي المشاورات السياسية التي تسبق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة، وكثيفة هي المساعي الداخلية والخارجية لانتاج حكومة ملحة، لكن التجارب تفرض أن نقول: لا تقولوا حكومة قبل اصدار مراسيمها..
برسم المسؤولين اللبنانيين كان العدوان الصهيوني فجر اليوم على سوريا ولبنان، بصواريخ عبرت الاجواء اللبنانية باتجاه حمص السورية، سقط احدها في منطقة الكورة شمال لبنان، وحالت العناية الالهية دون وقوع كارثة. والكارثة هي كأن شيئا لم يكن، وبات للعديد من الجهات اللبنانية اذن طرشاء تدار لكل اعتداء يصيب السيادة اللبنانية من اسرائيل وحلفائها في المنطقة، وكاصوات الصواريخ الصهيونية المدوية التي لم يسمعها السياديون، فهم لم يريدوا كذلك ان يسمعوا الفضيحة المدوية عبر اجهزة التجسس الاسرائيلية بيغاسوس التي استخدمها السعوديون والاماراتيون للتجسس على رؤساء لبنانيين ووزراء وسياسيين وقادة أجهزة امنية وصحفيين.
اما بعض الصحافة والاعلام فغارقون بالدفاع عن كرتيلات الاحتكار من دواء ومحروقات، وهم الفاعلون في احراق البلد بالازمات. والازمة ان من بين اللبنانيين من يصدق هذا الاعلام، وبات يفضل الموت بدل الدواء الايراني والعتمة بدل النفط العراقي والعطش بدل العرض الصيني لتكرير المياه، ويتسلح بالنكد السياسي لمواجهة العرض الروسي المتشعب للمساعدة في حل الكثير من الازمات. استفيقوا أيها اللبنانيون فمن يعول عليهم البعض كأميركا لا تريد لكم الا الاختناق.
مقدمة نشرة أخبار ال "أل بي سي آي"
لا يكمن الشيطان في التفاصيل وحسب، بل في طول المدة بين الإعلان عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وبدء هذه الإستشارات.
من اليوم إلى الإثنين، موعد الاستشارات، ثلاثة أيام كفيلة بحرق الأعصاب لمن لا يجيد نعمة الإنتظار، فحتى قبل هذه الأيام الثلاثة، بدأت المكونات السياسية اللبنانية تتعاطى مع استحقاق التكليف على أن الرئيس نجيب ميقاتي هو الذي سيسمى.
ميقاتي ليس سعد الحريري ولا حسان دياب ولا نواف سلام ولا مصطفى أديب ولا سمير الخطيب:
لا يستطيع أن ينتظر تسعة أشهر كما انتظر الرئيس المكلف (المعتذر) سعد الحريري.
لا يستطيع أن يكون حسان دياب، كأن تشكل له حكومته ويقال له "دبر راسك".
لا يستطيع ان يكون حقل اختبار كسمير الخطيب، ولا إسما يراه البعض مستفزا كنواف سلام، ولا كمصطفى أديب الذي كان ميقاتي أول من سماه، ليجد أن الألغام التي وضعت أمامه جعلته أسير غرفته في الفندق الذي نزل فيه في بيروت.
نجيب ميقاتي يعرف في قرارة نفسه أن الوضع لم يعد يحتمل انتظارا، وأن الأسماء التي طرحت للمناورة، لم تكن سوى "للزكزكة" لا أكثر ولا أقل، وأن تحديد رئيس الجمهورية موعد الإستشارات لم يكن متسرعا على الإطلاق، بل إن "الأنتينات" في قصر بعبدا التقطت إشارات أن ليس بالميدان سوى "نجيب"...
هبط الإسم فتحدد موعد الإستشارات، لكن ميقاتي لا يرضى أن يكون رئيسا مكلفا فقط، يريد أن يكون مؤلفا بالتوازي مع التكليف، فهل ينجح في "هندسته الحكومية"؟
وجوده خارج لبنان حتى ما بعد غد، ربما اتاح له إجراء مروحة من الإتصالات العربية والدولية، ليعود إلى لبنان قبل ثمان واربعين ساعة من بدء الاتصالات وعينه على الكتل التي ستسميه للشروع في التأليف.
خارجيا، يحظى ميقاتي بتسويق فرنسي وموافقة أميركية وبجهد مصري، لكن السؤال الدائم: ماذا عن السعودية؟ وما هو موقفها؟
معلومات موثوق بها أشارت إلى ان عملية استمزاج رأي المملكة فهم منها انها وان كانت لا تتدخل، بما يعني أنها لا تعطي موافقتها على التسمية، فإنها لن تقف حجر عثرة أمام تسميته وأمام تأليفه الحكومة.
أوساط مخضرمة إطلعت على فحوى استمزاج الرأي، قرأت فيه أن المملكة لم تقفل الباب كليا ولم تفتحه كليا، بل اعتمدت اسلوب "قبة الباط" كما يقال بالعامية، وهذه الخطوة كافية كمرحلة أولى ليحقق الرئيس المكلف، الإثنين المقبل، ما لم يحققه سلفه في التكليف.
ولكن ماذا عن مواقف الداخل؟
لا مشكلة للرئيس ميقاتي مع الثنائي الشيعي، تبقى الأنظار موجهة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ماذا سيكون عليه موقفه؟
المطلعون على مضمون هذا الموقف يكشفون أن باسيل يأخذ مسافة من كل هذه العملية: تسمية ومشاركة وثقة.
يوضح المطلعون فيقولون إن باسيل يعتبر نفسه غير معني، وبالتالي لن يسمي ميقاتي ولن يطلب حصة وزارية ولن يمنح حكومته الثقة، ولكن يجب التنبه إلى أن هذا الموقف عالي السقف ربما يكون فصلا في كتاب "لعبة التفاوض" التي يدركها ميقاتي جيدا، بعدما واكب جيدا مرحلة التسعة أشهر للرئيس الحريري، والتي لا يرضى أن يكررها.
وبين اليوم، ويوم الإثنين، الملفات والأزمات تتراكم:
الرئيس دياب يطلب فتح تحقيق لكشف المتلاعبين ومحتكري مادتي البنزين والمازوت، وإعلان أسمائهم الى الراي العام.
ربما فات الرئيس دياب أن وزارة الطاقة تعرفهم إسما إسما، والأجهزة الأمنية تعرفهم إسما إسما، وأصحاب الصهريج يعرفون الصهاريج التي تهرب إلى سوريا. الأسماء معروفة يا دولة الرئيس، المسألة لا تحتاج إلى تحقيق بل إلى جرأة على كشف الأسماء، فمن يجرؤ؟
هناك لوائح عار يا دولة الرئيس، رائحتها بنزين ومازوت وتمتد من الكازخانات إلى معابر التهريب.
لكن البداية من "كل يوم 4 آب" حيث لائحة العار فعلت فعلها وإن كان هناك في مجلس النواب من يرى أن اللائحة سترمم، ليبقى الرقم كافيا.
مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"
إعلاميا، أسهم الرئيس نجيب ميقاتي تتقدم. أما الحسم، فينتظر مواقف الكتل في استشارات الإثنين المقبل، إذا لم تؤجل بطلب معلل او مبرر، كما شدد رئيس الجمهورية أمس.
غير أن الأهم من التكليف السريع إذا حصل، أن يكون التأليف سريعا، والمدخل إلى التأليف السريع هو إدراك المعنيين حجم الكارثة التي حلت بالوطن، وانطلاقهم من احترام ثلاثية الدستور والميثاق ووحدة المعايير، من دون الغرق مجددا في محاولات إعادة عقارب الشراكة والمناصفة إلى ما قبل عام 2005، إذ من المستحيل أن يكتب لها النجاح.
في كل الأحوال، نية التعاون تبقى الأساس، وهي من ناحية رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي متوفرة، ليس من اليوم، بل منذ اليوم الأول للعهد الرئاسي، وطيلة مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري، بدليل التسهيلات التي قدمت في الثلث المعطل والوزيرين المسيحيين والثقة وغيرها من العناوين التي كانت خلافية.
وفي جولة سريعة على مواقف الكتل، وفيما من المؤكد أن الرئيس نبيه بري يؤيد تسمية ميقاتي، شددت مصادر حزب الله لل أو.تي.في. على أن موقف كتلة الوفاء للمقاومة يحدد في قصر بعبدا الاثنين. اما الحزب الاشتراكي، فشددت مصادره على ضرورة عدم تكرار تجربة حكومة حسان دياب كما تجربة التكليف من دون تأليف. وفيما تجتمع كتلة القوات اللبنانية غدا لتحديد الموقف، لا يزال التيار الوطني الحر على ثوابته المعروفة في هذا الاطار.
وفي انتظار بلورة صورة التكليف بشكل أكبر، والتي تجري وسط ضغط فرنسي غير مسبوق لإنجاز التأليف قبل الرابع من آب المقبل، كما كشفت ال أو.تي.في. الاثنين الماضي، توزع الاهتمام الداخلي اليوم بين قضيتين: العدالة في انفجار المرفأ، والانفجار الذي أرعب أبناء لحفد وقضاء جبيل ليل الأمس.
في موضوع انفجار المرفأ، الاعتراض قوي، لكن العريضة صامدة حتى الآن.
أما في موضوع لحفد، فقد طلب رئيس الجمهورية من وزيرة الخارجية بالوكالة إبلاغ مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بضرورة إعلام الأمانة العامة للامم المتحدة باستمرار انتهاك السيادة اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية، لا سيما في ضوء استخدام الأجواء اللبنانية من أجل استهداف الأراضي السورية، والتي كان آخر نماذجه فجر اليوم، ما أدى الى وقوع أضرار في بلدتين لبنانيتين نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الصاروخي لسوريا.
مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"
بالفعل، لا يكتمل المشهد الجهنمي إذا لم تسقط على رؤوسنا صواريخ تدمر منازلنا وتضيء بعض ليلنا مجانا من دون دفع بدل إشتراك. نعم لم يكن ينقص اللبنانيين الذين هربوا إلى هدأة قراهم بحثا عن بعض أمان سوى أن تعربد إسرائيل، وترد عليها سوريا في سماء لحفد الجبيلية والمجدل الكورانية، وغدا من يدري أي قرية أو مدينة ستستهدف على هذا المسطح الذي كان اسمه وطنا، وخسر هذا المسمى بعدما لزمت المنظومة سيادته B.O.T بمناقصة مهينة ذهبت عائداتها إلى خزائن طهران ووكيلها المحلي يصرفانها ويجيرانها كما يشاءان على طاولة فيينا ويهددان بها إسرائيل ويغازلانها كيف ما دعت الحاجة.
نعم، لا يمكن ترك السماء من دون "أكشن" فيما الأرض تموج على الكوارث السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمالية والأمنية، وتتقاذفها الأهواء الفردية والأمزجة المريضة لأهل المنظومة الذين يتسلون بعرائض رد الإعتبار غير آبهين بأعراض التحلل المتسارع لكل مقومات الدولة وقد تجاوزت مؤشراتها الحيوية كل الخطوط الحمر. لا كهرباء، لا فيول، لا مازوت لا مولدات، لا بنزين، والمستشفيات إلى الإقفال وكذلك السوبرماركت والأفران، أما الموعد التقريبي لحلول الخسوف الكامل والشامل فمتوقع الإثنين المقبل. كل هذا الصراخ والأنين وأجراس الإنذار، وشباب المنظومة يتقاتلون ويتناكدون على غبار الدولة بعدما أجهزوا على فتاتها.
وإذ يجمع الكون على أن مفتاح الحل هو حكومة، تفيد كل المعلومات بأننا لا زلنا ندور في المربع الأول. فالحديث عن إمكانية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي مهام التشكيل لم يقترن حتى الساعة بأي مؤشر إيجابي. فللرجل شروط حريرية تبدأ بحرصه الشخصي الكراماتي على النجاح في المهمة، وعلى كتفه مسؤولية حفظ الدور الدستوري والميثاقي للطائفة السنية. وهو يريد ضمانات أكيدة بأن العهد يريده ولا ينوي استدراجه الى مطهر التكليف ويحرمه فرصة التأليف. في المقابل، لم تظهر أي إشارات تشي بتبدل في شروط عون وباسيل لإتاحة التأليف. إ
ضافة الى ذلك، لم يظهر في الأجواء ما يؤكد وجود ضامن يأخذ على عاتقه إقناعهما ببعض الليونة وبعدم تراجعهما عما يعدان به. توازيا، موعد الرابع من آب يقترب، وسط إصرار ظاهر من نواب العريضة على عرقلة عمل القضاء، وقد انتقلوا بوقاحة قل نظيرها، من الدفاع العبثي عن عرقلة التحقيق العدلي الى مطالبة القضاء نفسه بملاحقة الاعلام وكل من اتهمهم بالتقصير ووصف عريضتهم المخزية بأنها عريضة العار وقد خدش حياؤهم، معتقدين بأنهم قادرون على الانتقال من تهريب العدالة الى ترهيب المطالبين بإحقاقها، وقد سها عن بالهم بأن هؤلاء يشكلون مجموع الشعب اللبناني، وكل أمم الأرض التي ضاقت ذرعا بإجرامهم وباستخفافهم بكل القيم.
مقدمة نشرة أخبار "الجديد"
إنها قيام الساعة وعقاربها حشر في مستشفيات لبنان حيث جمع المرضى في طبقات محددة لتوفير مادة المازوت في ظل أزمة تهدد القطاع الصحي وتلحق بها الأفران والمخابز فماذا بعد؟ في بلد يعيش على "موتير" موصول بجهاز تنفس بلا أوكسجين؟ وأصحاب الحل يعيشون في مجرة أورور فغالي التي لم تستطع متابعة موضوع شح المازوت بسبب عطلة عيد الأضحى. رئيس حكومة تصريف الانهيار طلب فتح تحقيق لكشف المتلاعبين والمحتكرين والجهة أو الجهات التي أخلت باتفاق حصل بين مصرف لبنان وأصحاب الشركات لتأمين حاجة السوق من مادتي البنزين والمازوت مدة ثلاثة أشهر. سلكت التحذيرات الممرات الرسمية وكان الله يحب المحسنين لكنها وبغياب الرقابة واستقالة الوزارات المعنية عن القيام بدورها جعلت من تجار الأزمات ملوكا على عرش لقمة عيش المواطن وصحته وحقه في الحصول على التيار الكهربائي فالبنزين متوافر في السوق السوداء والمازوت مخزن في عنابره بانتظار بيعه في أنابيب الصرف ومافيا المولدات ترفض تركيب العدادات وتأخذ المواطن رهينة العتمة الشاملة وتزيد صفرا تلو صفر على تسعيراتها.
على عين ما تبقى من دولة صرخ نقيب المستشفيات بأن حياة المرضى مهددة وعلى المدى المنظور لا أسرة للناس ولا علاج إلا للمقتدر ومثلما الأمن الصحي ينذر بكارثة، فإن الانهيار لامس المحظور ودق أبواب المؤسسات العسكرية والأمنية وما يحكى عن عمليات فرار من الجندية أصبح واقعا متأهبا.
عمليا دخل لبنان في موت سريري وأولياء الأمر السياسي يبحثون في جنس المسؤوليات على مشارف الرابع من آب ويتحصنون بتواقيع الذل على عرائض التنصل من يوم الحساب وبين مؤيد ومعترض ومنسحب برز موقف دستوري وقانوني يقول إن التواقيع المسحوبة لا تزال محسوبة إذ لم يتقدم أصحابها بكتاب رسمي لإلغائها وبمحضر يسجل في مجلس النواب. وأبعد من ذلك أضاف رئيس مؤسسة جوستيسيا بول مرقص إن القضاء الجزائي ينظر في الجرائم أما المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء واللجان النيابية فينظران في الإخلال بالواجبات وبالتالي نحن أمام جريمة ولسنا فقط أمام تقصير وإخلال بالواجبات وبالتالي إذا رفض المجلس النيابي رفع الحصانة فعلى المحقق العدلي أن ينتظر تأليف الحكومة ونيلها الثقة لأن المجلس حاليا في دورة انعقاد استثنائية حكما وبعد التشكيل ونيل الثقة لا تعود الهيئة العامة لمجلس النواب ملتئمة بدورة انعقاد وعليه لا حصانة ولا لزوم لرفع الحصانة.
إذا عند تشكيل الحكومة يمكن أن يلاحق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار النواب من دون طلب رفع الحصانة فهل يكون مربض الخيل السياسي هنا؟ وهل نتجه الى تعطيل جديد؟ فقد ثبت بوجه التكليف السابق وعدم التأليف ثم الاعتذار أن لا أحد يريد تأليف حكومة واليوم فإن أولياء التعطيل ضربوا موعدا لاستشارات تقدم بورصتها نجيب ميقاتي الآتي من رئاسة حكومتين سابقتين والمرضي عنه في نادي رؤساء الحكومات السابقين. وفي معلومات الجديد أن التيار الوطني الحر أبدى امتعاضه من تأييد حزب الله لتسمية ميقاتي وذلك خلال تواصل جرى بين باسيل وحزب الله في حين أكدت مصادر لـ"الشرق الأوسط" أن المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل اتصل برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فور اعتذار الحريري ولمح له بوجود قرار لدى دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المعطلين، وكان رد فعله بأنها لن تقدم أو تؤخر ما دامت العقوبات الأميركية المفروضة عليه لا تزال سارية المفعول ما يعني أن باسيل سيبني على رفع العقوبات المقتضى والى الاثنين المؤهل للتأجيل فان اسم ميقاتي يطير بسرعة الصاروخ لكن وفق شروط بدأ يرسمها رئيس تيار العزم على قبول التكليف.