يتوقف حزب الله بايجابية حيال مفاوضات الترسيم لكونه على إلمام بحيثيات الملف بتفاصيله الكاملة ومستجداته يوما بعد يوم منذ ان كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعني الوحيد بهذا الملف قبل ان ينتقل الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 22 أيلول 2020 .
التفاؤل الحذر، هو العنوان الذي يصح ان يطلق على اجتماع يوم الاثنين في قصر بعبدا والذي ضم الى المبعوث الاميركي اموس هوكستاين، الرئيس عون ورئيس المجلس النيابي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب ومستشار الرئيس بري علي حمدان والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. فلا نتيجة نهائية بعد يبنى عليها للتفاؤل المفرط الذي عبّر عنه بعض المشاركين. فلا اتفاق حتى اللحظة، والامور تحتاج الى مزيد من الوقت.
بالنسبة الى المطلعين على موقف حزب الله، فان احتمال المواجهة مع اسرائيل تراجع راهنا، في ضوء التقدم على خط المفاوضات التي يقودها هوكشتاين، علما ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نبّه امس في كلمة القاها خلال مجلس عاشورائي "من لعبة الوقت، على الرغم أننا إلتمسنا بعض الإيجابية في ملف ترسيم الحدود البحرية لكننا سنعطي ملف ترسيم الحدود قليلاً من الوقت، لنرى إلى أين ستذهب الأمور، لكن الوقت ضيّق، وفي ضوء الجواب سنتصرف".
سيعود هوكشتاين الى بيروت في مهلة اسبوعين كحد اقصى، كما تقول اوساط المجتمعين، حاملا معه الجواب الاسرائيلي حيال الموقف اللبناني الرسمي والموحد من التمسك بحقل قانا كاملاً ولو تداخل مع المياه الاقليمية وبالخط 23كاملا غير متعرج ورفض كامل لتقاسم الثروات والانتاج المشترك مع الجانب الاسرائيلي، بالتوازي حق لبنان بالبلوكات 8 و9 و10 كاملا بضمانة اميركية لاستثمارها من دون شراكة مع احد، علما ان مصادر المجتمعين تشير في هذا السياق الى ان فرضية وجود خزان مشترك بعد مرحلة الترسيم عابر لخط الترسيم فوق المياه وتحتها،يمكن ان تؤدي الى صدور فتوى تشكل مخرجا لهذه المشكلة من دون ان يكون هناك اي مظهر تطبيعي مع العدو الاسرائيلي.
وفق مصادر حزب الله ، فإن المعطى النهائي سوف يتظهر خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة، فإما تسليم اسرائيل تفاوضا بحق لبنان الذي سيجري اخراجه في الناقورة، او الذهاب الى تجسيد ما قاله السيد نصر الله لجهة مواجهة عملية قضم حقوق لبنان وسرقتها، خاصة وان الأميركيين، بحسب الامين العام لحزب الله جعلوا لبنان ينتظر 10 أعوام لينتهي الإسرائيلي من التنقيب والحفر والتحضير للاستخراج، وكانوا يريدون من لبنان أن يقبل خطّ هوف، الذي كان يمثل كارثة لو تمّ قبوله"، بيد ان فرضية المواجهة العسكرية لحصول لبنان على حقوقه في البحر تراجعت بحسب هذه المصادر التي تقول: معادلة 50 % حرب - 50% تفاوض، لم تعد قائمة، فالكفة تميل اليوم الى مصلحة التفاوض الذي تقدم بنسبة 80% ، ما يعني ان احتمال اشتعال الميدان تراجع من 50 في المئة الى20 % ، لكن تبقى الامور في خواتيمها، خاصة وان مجلس الوزراء الاسرائيلي سيجتمع اليوم لمناقشة المحادثات التي اجراها هوكشتاين في بيروت، والذي سبقه اجتماع بين الوسيط الاميركي ورئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد، علما ان اجواء دبلوماسية تعتبر ان خيارات عدة مطروحة في لبنان اولها الخيار العسكري الذي قد يلجأ اليه حزب الله اذا فشلت المفاوضات وعندها فان امن الطاقة لاوروبا سوف يتهدد، وبالتالي اللقاءات الاميركية – الاسرائيلية اليوم تصب في خانة ايجاد الحلول بعيدا عن اي تنازل او مواجهة.
قبل مغادرته لبنان وعد هوكشتاين بأن المفاوضات ستستكمل في اجتماعات الناقورة لكن بعد إنجاز الاتفاق، لكن اوساطا متابعة لهذا الملف اشارت الى وجود وجهتي نظر من المفاوضات غير المباشرة: الاولى تعتبر ان لا داعي لاجتماعات الناقورة، في حين ان وجهة النظر الثانية ترى حتمية عودة التفاوض في الناقورة في مقر الامم المتحدة وتحت علمها وهذا يجعل اسرائيل اكثرا نضباطا فضلا عن الحاجة لانجاز بعض الامور التقنية تمهيدا لتوقيع الاتفاق.