تشهد سوريا تطورات متسارعة للغاية، في ظل التقدم المثير للتساؤلات الذي تحققه الفصائل المسلحة، وسيطرتها على العديد من المدن الرئيسية السورية، وعلى رأسها حلب وحماة، واقترابها من السيطرة على مدينة حمص.
الهدف دمشق
وخلال الساعات الأخيرة، أشارت بيانات صادرة عن الفصائل الإرهابية المسلحة إلى أنها تقترب من العاصمة السورية دمشق، وأنها بدأت بالفعل خطة تطويق العاصمة، وسط تقارير مستقلة تشير إلى أن الفصائل أصبحت بالفعل على بعد كيلو مترات قليلة من العاصمة.
ويأتي ذلك بعد 24 ساعة تقريباً من التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إنه يأمل في استمرار تقدم الفصائل، معلناً أن "الهدف هو دمشق".
كذلك، تأتي تلك التطورات مع حملات إعلامية أميركية، يبدو أنها تستهدف "تلميع" أبومحمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية، حيث أجرت قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية حواراً مطولاً معه.
مصير الأسد
من جانبها، طرحت تقارير إعلامية غربية التساؤلات حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد في ظل هذه التطورات السريعة، وقارنت بين الموقف الحالي وبين ما حدث خلال الحرب الأهلية السورية، التي نجح الأسد في النجاة منها، بمساعدة من حلفائه، روسيا وإيران وحزب الله، على وجه الخصوص.
وقالت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، في تقرير نشرته اليوم السبت، إنه كانت هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا حول وضع الأسد، خلال ذروة الحرب الأهلية السورية في عام 2012، عندما أشارت تقارير إلى استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في الغوطة السورية، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص على الأقل، ووقتها لم تتدخل أميركا، رغم أنها كانت تعتبر هذا الأمر "خطاً أحمر".
وأضافت: "هذا الهجوم المذهل الذي تقوم به الفصائل المسلحة، ونجاحها في السيطرة على حلب، وتقدمها في حمص، أدى إلى انهيار الهدنة التي رعتها روسيا وتركيا في الشمال السوري قبل 4 سنوات".
ماذا بعد؟
وطرحت الصحيفة الأميركية سيناريوهات ما بعد الأسد، في حالة استمرار تقدم الفصائل المسلحة، ونجاحها في السيطرة على دمشق، بقولها: "إذا كان بديل الأسد من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة الإرهابي فإن دولاً مجاورة في المنطقة، وعلى رأسها لبنان والأردن وإسرائيل، ستكون في خطر كبير، لأن تلك الفصائل ستنجح في الحصول على الأسلحة الكيميائية السورية، ويمكن أن تحول سوريا إلى مركز لتجنيد الجهاديين".
وأشارت إلى أن ما يضاعف تعقيد المشهد هو سيطرة "هيئة تحرير الشام" على الفصائل الإرهابية المسلحة في سوريا، في ظل انتمائها لتنظيم القاعدة الإرهابي سابقاً.
ورأت الصحيفة الأميركية أن خيارات الأسد تبدو محدودة هذه المرة، في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، والتي تقترب من عامها الثالث، بينما يعاني حزب الله من توابع حرب طويلة مع إسرائيل، أفقدته العديد من قياداته وعناصره وترسانته العسكرية. (24)