تسير الولايات المتحدة بخطوات متأنية في التعامل مع التطورات الأخيرة في سوريا، فيما أجرت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف مع مسؤولين من هيئة تحرير الشام لمناقشة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وشركاؤها في مؤتمر إقليمي بالعقبة في الأردن.
وأكدت ليف في زيارتها لدمشق التي تعتبر الأولى لمسؤول أميركي منذ عقد، على دعم واشنطن لعملية سياسية شاملة بقيادة سورية، والتي تؤدي إلى حكومة تمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين.
الخبير والباحث في شؤون الشرق الأوسط، هنري باركي يرى أن هناك فرصة جيدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مرجحا أن العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة قد بدأت في إعداد المقترحات لرفع العقوبات، وهو ما يتطلب وقتا.
وقال إن هذا الأمر قد يتطلب خبرات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لإعداد نظام مالي جديد لسوريا يتلاءم والمتطلبات العالمية، مشيرا إلى أن قطيعة سوريا عن النظام الاقتصادي العالمي لسنوات جعلها غير جاهزة لهذا الأمر.
الدبلوماسي السوري السابق، بسام العمادي يرى أن الظروف الحالية في سوريا تتطلب رفع العقوبات الاقتصادية عنها، بهدف تمكين البلاد من إعادة البناء.
وأضاف أن على السياسيين الأميركيين والغربيين إدراك "حقيقة أن سوريا دولة محورية، وهي تشكل مفتاحا هاما" للمنطقة.
وأكد العمادي أن مسألة رفع العقوبات لا ترتبط بمدى استحقاقها لذلك، بل بما نريد لسوريا أن تكون عليه، وحتى لا نعطي فرصة لأي قوى إقليمية بالتدخل، وأن على واشنطن استغلال الوقت الحالي حيث يعبر السوريون صراحة عن عدم قبولهم للتعامل مع إيران أو روسيا.
وزاد العمادي أن العقوبات تعاقب السوريين أكثر مما تعاقب هيئة تحرير الشام، وهو ما اتفق معه الخبير باركي، مشيرا إلى أن هذه العقوبات صحيح أنها تؤثر على الشعب السوري، ولكنها قوضت أيضا نظام بشار الأسد.
وانتظر السوريون أكثر من 63 عاما للتخلص من النظام بحسب العمادي، حيث كانت عصابة الأسد تحكم البلاد، ولا يجب انتظار فترة ثلاثة أشهر قبل رفع العقوبات لمعرفة ما إذا كانت ستتحسن الأمور في دمشق، إذ قد نحتاج لفترة قبل رؤية أي تحسن حقيقي في البلاد، وهذا بحاجة لمساعدة من جميع الدول. (الحرة)