Advertisement

عربي-دولي

سرّ أنفاق جوبر.. 27 كيلومترا تحكي صمود بوابة دمشق إلى الغوطة

Lebanon 24
18-02-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1322311-638754905452441985.jpg
Doc-P-1322311-638754905452441985.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أفاد موقع "الجزيرة" عن تعرّض حيّ جوبر في العاصمة السورية وبوابة دمشق إلى الغوطة الشرقية إلى دمار كبير وحصار مطبق بين عامي 2014 و2018 في أوج احتدام المعارك بين فصائل الثورة السورية وقوات نظام بشار الأسد في المنطقة.
Advertisement

وقد لجأت الفصائل الثورية إلى تكتيكات تساعدها على الصمود والحفاظ على المكتسبات على بوابة دمشق الشرقية فأنشأت خطوط إمداد تحت شوارع ومباني حيّ جوبر تحولت خلال بضع سنوات إلى مدينة سرية تحت الأرض، إذ كان أي تحرك ظاهر مستهدفا من قبل قوات النظام بالقنص أو القصف.

ومع تصاعد المعارك تحول من تبقى من أهالي حي جوبر إلى السكن في الأنفاق لحماية أنفسهم من قصف قوات النظام العنيف والعشوائي والمدمر حيث تحول الحي إلى مدينة أشباح.

ويتحدث عبد الله الهواش نائب رئيس المجلس المحلي لحيّ جوبر عن شبكة أنفاق متصلة يبلغ طولها 27 كيلومترا أغلبها أنفاق مشاة داخل حيّ جوبر، إضافة لخندق رئيسي.

وأشار المسؤول المحلي إلى وجود 3 أنفاق رئيسية كبيرة بطول مجموعه 10 كيلومترات تصل الغوطة بحيّ جوبر، حيث كان هناك نفق يربط الحي بمدينة زملكا المجاورة ونفقان قادمان من بلدة عين ترما على الضفة المقابلة.

وتسمح الأنفاق الرئيسية بمرور سيارات الإسعاف والإمداد التي تنقل العتاد العسكري والمقاتلين، وتحمل أيضا الغذاء.

ورغم أن الأنفاق بدأت بأدوات بسيطة وجهود سكان المنطقة من المهندسين، فإنها كانت تحفر بطريقة مدروسة وبأعماق تتراوح بين 5 أمتار وحتى 20 مترا في بعض المناطق ويتم تدعيمها، وفق عبد الله الهواش.

ويتراوح طول الأنفاق الفردية بحسب المسؤول المحلي ما بين 150 مترا و300 متر، بينما يبلغ طول الأنفاق الرئيسية ما بين 1.5 كيلومتر و2.25 كيلومتر، أما عرض الأنفاق فيتراوح ما بين 4 إلى 6 أمتار وبارتفاع يبلغ نحو 3.5 أمتار.

وقد كانت هذه الأنفاق مخدومة بفتحات تهوية وبطاريات للإنارة، وفيها نقاط تقاطع وغرف تستخدم لتجمع المقاتلين وكنقاط مراقبة للصور القادمة للشاشات عبر كاميرات زرعت في عدة مناطق لمراقبة تحركات قوات النظام المخلوع أثناء محاولتها التقدم داخل الحي.

وعن استخدامات الأنفاق يوضح الهواش أن لها أبعادا مدنية وإنسانية وطبية وعسكرية، مشيرا إلى أنها كانت طرق التنقل لما تبقى من العائلات وحتى أصبحت مسار نقل الموتى للدفن.

وقد لجأ 10 آلاف مدني بين شهري شباط وآذار عام 2018 إلى أقبية وأنفاق جوبر مع تصعيد النظام لقصفه وغاراته المكثفة على مناطق وبلدات الغوطة الشرقية، وفق المصدر عينه.

كما تم استخدام الأنفاق كمائن، إذ إنه في عام 2017 شنت قوات النظام المخلوع حملة عنيفة وشرسة على حي جوبر والغوطة استمرت 6 أشهر تعرضت خلالها القوات المهاجمة إلى أكثر من 15 كمينا خصوصا أثناء محاولتها الالتفاف من بلدة عين ترما.

وروى المسؤول المحلي كيف كان المقاتلون يشقون أنفاقا هجومية للوصول إلى دبابات النظام لتدميرها أو إعطابها حيث تتم مراقبة الدبابة التي كانت تتمركز في منطقة معينة بوقت محدد كل يوم لقصف الحي ثم يتم الحفر للوصول إلى المنطقة أسفل تمركزها ثم تفجيرها.

وبسبب الكمائن من الأنفاق والتضاريس لم تتمكن دبابات قوات النظام المخلوع من التقدم خلال تلك الفترة بل جرى تدمير رتل مكون من 6 دبابات، بحسب ما روى الهواش.

ووصف المقاتل أبو عمر قدم ما حدث في جوبر ببناء مدينة ثانية تحت الأرض فيها غرف مقرات ومستودعات، مشيرا إلى أن أنفاق المشاة كانت بين حارات الحي حيث يكون مدخل النفق من داخل المباني والمنازل وصولا إلى نقاط الالتقاء.

ويؤكد أن "الأنفاق بعد الله سبحانه تعالى كانت سبب ثبات الناس والمقاتلين" في جوبر. (الجزيرة)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك