استقبل الرئيس سعد الحريري قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير المالية ياسين جابر، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري والمستشارين الدكتور غطاس خوري وهاني حمود، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد.
كما التقى النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وبحث معه آخر التطورات.
بعد اللقاء، قال الفرزلي: "قيل: ألم تر كيف أن الشائعة تدفع بوجه أخرى، لكي تبقى كلمة الحق وحدها هي الشائعة". الشائعة كانت على مدى السنوات الثلاثة الماضية أن تيار المستقبل وسعد الحريري وآل الحريري وبيت الحريري وأن تراث رفيق الحريري قد انتهى، وإذا يتبين للقاصي والداني أن الحقيقة لا بد من أن تعود وتفرض نفسها ووجودها على الأرض. الحقيقة هي تلك التي نطقت بها الجماهير التي احتشدت بالأمس لتقول بصوت جارح أن تغييب مكون أساسي من مكونات البلد هو أمر لا يصح ولا يمكن أن يكون، وأن الأمور لا تستقر إلا بتمثيل هذا المكون تمثيلا صحيحا يمثل الوجدان المعميق الصحيح لهذا المكون. هذه الجماهير قالت بالأمس نعم لسعد الحريري مجددا عبر بتجديد الثقة بأن هذه القيادة تشكل المظلة الأوسع والحقيقية والعميقة لهذا المكون الذي لا يمكن أن تستقر الأمور إلا بوجوده ودوره، وأن يكون الطرف الرئيسي في أي عملية بناء لهذا البلد".
وأضاف: "هذه الجماهير بالأمس نطقت بالفم الملآن، ممثلة لبنان من النهر الكبير الجنوبي حتى الناقورة، إلى جانب طبعا الناس المتواجدين في البيوت على شاشات التلفزة، نساء وأطفالا ورجالا، وقد شهدنا ذلك بأم العين. وما قاله الرئيس سعد الحريري بالأمس عن وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، يؤكد أن هذه الشخصية التاريخية هي التي جعلت من دم رفيق الحريري الوسيلة لإعادة إنتاج وحدة البلد، لا كما يشاء البعض أن يقول بأن دم رفيق الحريري هو وسيلة من وسائل زرع الفتنة وبناء أمجاد حديثة على أنقاض الفتنة المذهبية والطائفية. هذه الحقيقة هي التي قالها سعد الحريري بالأمس عن إعادة الحياة الدستورية إلى لبنان عبر إعادة التركيز على الدستور واتفاق الطائف. هذه الحقيقة تحدث بها سعد الحريري ممثلا هذه الجماهير عندما قال نعم للمجموعة العربية ونعم للحضن العربي ونعم لعروبة لبنان ومؤسساته. هذه الحقيقة التي قالها بالأمس هي التي أدانت من ارتكب في الماضي، ولكن لكي تنتقل إلى الغد بنظرة تفاؤلية على قاعدة دعم مؤسسات الدولة، رئيسا وحكومة، على أمل أن تكون هذه الحكومة قادرة على إعادة إنتاج البناء والإصلاح الاقتصادي بصورة رئيسية ومركزية، لا أن تذهب في دهاليز الفعل ورد الفعل بالسياسة وغير السياسية".
وتابع: "هذه الحقيقة التي نطق بها الرئيس سعد الحريري أعلن فيها بالفم الملآن أن تيار المستقبل الذي يشكل العامود الفقري بمؤسساته وقياداته، ابتداءا بالسيدة بهية الحريري والأمين العام للتيار حتى أي فرد منه، يقول نعم لهذه الأهداف الوطنية التي تصب في قاعدة استقلال البلد وسيادته. كل هذه الأهداف تحققت بالأمس، وكان ذلك المهرجان الرائع الذي أعاد تصويب البوصلة وإنتاج العلاقات الجدية. أنا أدعو إلى ضرورة عودة الحوار بصورة جدية بين كافة المكونات في البلد لإعادة إنتاج العلاقات بين الممثلين الحقيقيين لهذه المكونات، لا الطارئين عليها تحت شعارات براقة في ظاهرها ولكن في باطنها هي السم بعينه".
وختم: "من هنا نأمل أن يكون ما حدث بالأمس من صرخة جماهيرية عارمة وصرخة الرئيس الحريري، أن يؤدي كل ذلك إلى إعطاء الدفع للمسيرة التي يخوضها البلد بشخص رئيس الجمورية العماد جوزاف عون، بما يؤدي إلى إعادة الاستقرار إلى لبنان وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي. وآمل أن يعود لبنان إلى سابق عهده بحيث يصبح عاليا كالشمس لا تؤثر عليه أجنحة الخفافيش".
ثم التقى الرئيس الحريري محافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، يرافقهما قائد فوج إطفاء بيروت العميد ماهر العجوز وقائد فوج حرس بلدية بيروت العميد عباس الحسيني، وعرض معهم أوضاع وشؤون العاصمة.
ثم استقبل الرئيس الحريري وفد مخاتير بيروت برئاسة رئيس رابطة مخاتير بيروت مصباح عيدو، في حضور السيدة الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية أحمد هاشمية.
بعد اللقاء، قال عيدو: "أتينا اليوم إلى بيتنا، بيت الوسط، بعد الاعتدال، بيت حبيبنا جميعا دولة الرئيس سعد الحريري. أتيننا لنقول له نحن معك ومستمرون معك على العهد، وأن لبنان أصبح الآن بخير حين عدت أنت. فالبلد بحاجة إلى رجال معتدلين يعطون مصلحة البلد الأولوية. وقلنا له أننا حاضرون لأي استحقاق يقرر أن يخوضه سواء على صعيد الانتخابات البلدية أو الاختيارية أو النيابية".
كما التقى الرئيس الحريري كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد.