في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطورًا مذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح بإمكان هذه التكنولوجيا المتقدمة القيام بمجموعة واسعة من المهام التي كانت تتطلب في السابق مهارات بشرية. ومن بين الدول التي تأثرت بشكل كبير بهذا التطور، نجد لبنان، حيث يواجه الأطفال تحديات جديدة نتيجة للاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، بما في ذلك أداء فروضهم المدرسية.
لنبدأ بقصة طالب لبناني يُدعى
كريم، الذي يعيش في إحدى ضواحي بيروت. كريم هو طالب في الصف الثامن، وقد بدأ مؤخرًا استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمساعدته في واجباته المدرسية. في البداية، كان الأمر يبدو كفرصة رائعة لتسهيل حياته الدراسية، إذ يمكنه الحصول على إجابات سريعة لمشاكل الرياضيات أو ملخصات للكتب الدراسية بنقرة زر واحدة. لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بأن هذه التطبيقات تأخذ منه شيئًا مهمًا: القدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات بنفسه.
لإلقاء
الضوء على هذه الظاهرة، أجرى موقع "
لبنان24" مقابلة مع اختصاصي في تكنولوجيا
التعليم، الذي تحدث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم وكيف يمكن أن يؤثر سلبًا على مهارات الطلاب. وقال إن "
الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تقليل قدرة الطلاب على التفكير المستقل واتخاذ القرارات. ونرى اليوم العديد من الطلاب يستخدمون هذه الأدوات كبديل عن التعلم الفعلي، مما قد يؤثر سلبًا على تحصيلهم الأكاديمي".
وأشار إلى أن هناك فجوة تعليمية متزايدة بين الطلاب الذين يستطيعون الوصول إلى التكنولوجيا والذين لا يستطيعون ذلك. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في
المجتمع اللبناني.
واقترح بعض الحلول الممكنة للتعامل مع هذه الظاهرة، مثل تعزيز التعليم القائم على المشاريع وتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب. كما دعا إلى ضرورة توعية الأهل والمعلمين حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي.
إن تجربة كريم ليست
فريدة من نوعها، بل هي تعكس واقع العديد من الأطفال في لبنان الذين يجدون أنفسهم عالقين بين فوائد التكنولوجيا وضرورتها وبين مخاطر الاعتماد عليها بشكل مفرط. ويجب أن يكون هناك
توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتعليم المهارات الأساسية لضمان مستقبل أكاديمي مشرق للأطفال.