"ذو الفقار" كان مريضًا.. 3 روايات لاغتياله وهذا دور مصطفى مغنيّة

رواياتٌ كثيرة حيكت عن العمليّة التي قُتلَ فيها "السيّد ذو الفقار"، أبرز قياديّي "حزب الله" الأمنيين والمسؤول عن الملفّ السوري والشؤون الخارجية في الحزب. أسبوعٌ كانَ كافيًا لبثّ تقارير لا تُحصى عنه بداية، ومؤخّرًا عن خليفته، فما صحّتها؟ إنطلاقًا من البيان الذي أصدره "حزب الله" والذي اتهم فيه "الجماعات التكفيريّة" باستهداف مصطفى بدر الدين، كشفت بعض المصادر أنّ الحزب لم يكن بوارد الإعلان بهذه السرعة عن نتيجة التحقيقات، حيث لفّ في البدء بعض الغموض والملابسات الحادثة التي أودَت بحياة بدر الدين، وعدم إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله خير دليل على "الإرتباك" الذي حصل، كيفَ لا وقد خسر الحزب الرجل الثاني بعد القيادي عماد مغنية. وأوضحت المصادر أنّ الوعد الذي أصدره نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن كشف نتائج التحقيقات، حذا بالحزب إلى إصدار بيان يوضح ما حصل إلى الرأي العام بهذه السرعة. ولا يُخفى أنّ البيان كان "غير مقنع" لدى البعض الذين عقّبوا بكثير من التعليقات، لا سيّما عبر وسائل التواصل الإجتماعي، والذين ينتظرون الحقيقة الكاملة من السيّد نصرالله المتوقّع أن يتحدّث في الإحتفال التأبيني الذي سيقيمه "حزب الله" في مجمع سيّد الشهداء يوم الجمعة المقبل. "صدفة" قاتلة توازيًا، أكّدت مصادر مقرّبة من "حزب الله" أنّ المؤكّد في التحقيقات حتّى الآن أنّ إستهداف بدر الدين كان "عن طريق الصدفة"، فيمكن أن يكون مطلقو الصاروخ لا يعرفون أنّ الشخصية التي يستهدفونها هي رجل الحزب الأوّل في سوريا. وأوضحت المصادر أنّ بدر الدين كان مشاركًا في اجتماع يعقده قادة رفيعو المستوى في "حزب الله" مع آخرين إيرانيين، وعلى رأسهم قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني كما بات معلومًا، في مقرٍّ على أطراف دمشق، ولفتت إلى أنّه بعد الإجتماع -الذي على الأرجح ناقشَ الوضع في حلب- غادرَ بدر الدين إلى مبنى قريب من مكان الإجتماع ليرتاح قليلاً قبل أن يعود إلى العمل، إلا أنّ الإنفجار وقع. وأشارت المصادر إلى أنّ المشاهدات في مقرّ بدر الدين وإصاباته الطفيفة - حيثُ أُصيب بـ3 شظايا بالرأس و2 بالمعدة - تشير إلى أنّ الإستهداف حصل عبر صاروخ مجنّح أو قذيفة هاون، وتميل الكفّة إلى الصاروخ أكثر. فهو يطلق من مسافة بضعة كيلومترات من قاعدة ثابتة على الأرض، ويحدث إصابات دقيقة لكنها لا تشكّل أضرارًا ملموسة في محيط الهدف. وأوضحت أنّ هذا النوع من الصواريخ المجنّحة يحدث ضغطًا يؤدّي إلى إنقطاع النفس، وبدر الدين كان يعاني منذ مدّة من مشاكل صحيّة أبرزها الضغط، لذلك فقد توفّي على الفور بعد سقوط الصاروخ على بعد 3 أمتار منه. وكشفت المصادر أنّ مرافقه فقط أُصيب معه بشظيتين في رجله. رواية خان طومان الأكيد بحسب المصادر المقرّبة من "حزب الله" أنّ بدر الدين لم يكن في خان طومان، فهذا الملف يتابعه مستشارون إيرانيون، خصوصًا وأنّ حلب "حساسة" بالنسبة لإيران، أمّا قيادة "حزب الله" فهي في دمشق. ماذا عن إسرائيل؟ وإذ تستبعد المصادر فرضيّة إغتياله حتى تؤكّدها التحقيقات، أوضحت أنّه إذا كانت إسرائيل وراء إغتيال الرجل المطلوب لديها، تكون قد إستهدفته من جبل الشيخ الذي يكشف قواعد في دمشق، أو استعانت بفرقة "كوماندوس" خاصّة لتنفيذ العمليّة، إلا أنّ الوقائع على الأرض لا تُشير إلى هكذا عمليّة. سليماني.. وزيارة بيروت وتابعت المصادر إلى أنّه وفور الإنفجار عند الساعة الحادية عشرة من مساء الخميس (12 أيّار)، تمّ إخبار سليماني والقادة الإيرانيين في المبنى المحاذي لمكان وجود بدر الدين. وأوضحت المصادر أنّ سليماني لم يتطرّق في زيارته إلى بيروت إلى مناقشة خليفة بدر الدين والتعيينات الداخليّة للحزب، لأنّ هذا الأمر ليس من إختصاصه وقيادة "حزب الله" التي تنسّق مع سليماني، تحدّد بنفسها هذه الأمور العسكرية والأمنيّة. من هو مصطفى مغنية؟ في سياق متصل، برزَ إسم "مصطفى مغنية"، نجل القائد العسكري عماد مغنية كمرشح ليكون خليفة بدر الدين، إلا أنّ المصادر أكّدت أنّ مصطفى يرأس "وحدات النقل" في الحزب، أي أنّه يُعنى بنقل "عناصر من وإلى أي مكان" وهو بعيد عن الملفات التي كانت من إختصاص بدر الدين، وقد كلّفه الحزب بأمور أمنية فقط. حميّة أم شكر؟ وفيما إنتشر خبر عن تكليف "فؤاد شكر" الملقب بـ"الحاج محسن" بخلافة بدر الدين، لفتت المصادر إلى أنّ قائد المجلس الجهادي في "حزب الله" طلال حميّة هو من سيستلم الملف السوري، خصوصًا وأنّه يرأس وحدة العمليات الخارجية المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان، لكنها أكّدت أنّ التعيين والتكليف القيادي الرسمي لم يحصل بعد.