Advertisement

مقالات لبنان24

"خطان" للسلاح السعودي فُتحا.. وتماثيل النظام السوري على الحدود تنتظر!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
27-10-2017 | 01:18
A-
A+
Doc-P-387759-6367055987136418181280x960.jpg
Doc-P-387759-6367055987136418181280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
عاد الاتفاق النووي مجددا ليتصدر محور التصريحات النارية بين الجانبين الاميركي والايراني، خاصة بعدما بدأ حراك التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش بالانحسار التدريجي في سوريا، حيث بات يسيطر على نحو 5% من أراضيها وفق ما اكده وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويغو ". من هنا ربما وجدت واشنطن حاجة لرمي مزيد من الحطب على النيران النووية في محاولة لتعكير نشوة انتصار ايران وحلفائها في الساحة السورية وعرقلة مساعيها نحو التمدد المريح في دول المنطقة. تدرك واشنطن ان خياراتها في مواجهة ايران في المنطقة ضيقة، وأن أي خيار بالجنوح نحو الغاء الاتفاق النووي من شأنه ان يفتح نيران مواجهة مزدوجة بوجهها من كل المؤيدين للاتفاق وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين كما قد يدفع الى ردة فعل قوية من حلفاء ايران عبر فتح جبهة الحرب في وجه العدو الاسرائيلي، من هنا نجد اللاعب الاميركي مازال يجانب تجاوز خط الاتفاق الاحمر المتمثل بالغائه مبقيا على بطاقة اعادة العقوبات الحمراء مرفوعة في وجه طهران معلقاً تطبيقها على شروط مرتبطة بملفات المنطقة حيث يقتضي بطهران الالتزام بها، معولاً في ذلك على احداث شرخ داخلي ايراني تحت وطاة ضغط العقوبات قد يدفع ايران الى تقويض مساعيها في التمدد. وهذا ربما ما يفسر رفض طهران المستمر لاي ربط بين الاتفاق النووي وملفات اخرى. أمام هذا الواقع يبدو ان واشنطن انتقلت الى سياسية الخطف والانقضاض، مستفيدة من لحظة الالتحام الروسي الايراني، لاستعادة ثقة حلفائها بها وعلى رأسهم ثقة المملكة العربية السعودية، بعد مرور العلاقة بينهما بحالة من الفتور خاصة في عهد الرئيس الاميركي الاسبق "أوباما". فكانت فرصة رفض الدب الروسي العرض السعودي بوضع "رأس حزب الله" على الطاولة وفقا لما تناقلته الصحف عن الزيارة الاخيرة للعاهل السعودي الى موسكو، بمثابة ورقة "حسن سلوك" ذهبية لواشنطن دفعت يها للتحرك بقوة باتجاه الرياض ومن البوابة العراقية وذلك عبررعايتها مؤخراً اطلاق "هيئة التنسيق السعودي العراقي" لتنسيق التنمية الاقتصادية ونشاطات مكافحة الاهاب والتي نتج عنها فتح معابر حدودية واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وسلسلة تفاهمات لفتح شركات سعودية لاعادة تأهيل البنى التحتية في المحافظات العراقية التي تعرضت للدمار. هذا عدا عن دعوتها عبر وزير خارجيتها ريكس تيلرسون في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مؤخرا بنظيره السعودي، "جميع المقاتلين الأجانب في العراق الى العودة الى ديارهم" مضيفاً الى أن التقارب بين الرياض وبغداد "سيعالج التأثيرات غير المنتجة لايران داخل العراق". بالطبع ان الحراك الاميركي في الساحة العراقية مرده عائد الى عدة عوامل ابرزها عجز الادارة الاميركية عن التحكم بالساحة السورية بعدما احكم الروس وحلفائهم قبضتهم على مفاصلها في ظل فشل المحاولات الآيلة لتغيير هذا الواقع، فكانت العين على العراق التي تختلف بواقعها السياسي والجغرافي والعسكري عن الواقع السوري، هذا عدا عن انها تشكل الخاصرة الاشد ايلاما بالنسبة لطهران. من هنا شهدت خطوطها في الآونة الاخيرة حراكا بارزا منها واليها، وكان لرئيس حكومتها حيدر العبادي سلسلة زيارات هامة ابرزها السعودية وتركيا ، فيما وصفت زيارته لطهران بـ"المصيرية" وفقا لما صرح به مؤخرا مستشار المرشد الايراني للشؤون الدولية الايرانية "علي اكبر ولايتي" على ما يحمل ذلك من دلالات، على ان تحمل الايام المقبلة ايضاً زيارة للعبادي الى سوريا وفقا لما ذكرته صادر متابعة. لاشك أن الممكلة العربية السعودية بدأت حراكها باكرا فاتحة خطي امداد سلاح استراتيجيين لسياسيتها المستقبلية في المنطقة، بدأت تتظهر ملامحها بشكل واضح وجلي من خلال مواقف وتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سحب بدخوله مجلس صنع القرار السعودي، عقارب السياسة السعودية الى الوراء معيدا العمل الجدي على تظهير الاسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وجميع الاديان من جهة، ومن جهة اخرى العمل على توحيد الجهود نحو تشكيل تيار شيعي عربي قادر على سحب فتيل التمدد الايراني من المنطقة انطلاقا من العراق. لاشك ان ثمار الرياض في هذا الاطار لاسيما التي زرعتها مؤخرا في العراق لن تقطف قبل موعد الانتخابات العراقية المقبلة في نيسان العام 2018 . من هنا وحتى يحين موعد الانتخابات قد تشهد الساحة العراقية مزيدا من الفوضى والتخبط خاصة في حال انحرفت بوصلة التأييد العراقي باتجاه السعودية حيث لن يكون حينها مرور ذلك سهلا على ايران وحلفائها، اذ لا يستبعد ان يطال الرد الايراني ساحات حلفاء الرياض وبخاصة في لبنان عبر ممارسة المزيد من الضغوط باتجاه وصل العلاقة بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري وفق شعار "وحدة المسار والمصير" على ما يحمل هذا الوصل من عودة للنفس السوري وعودة لتماثيل قياداته وصورهم على المنابر وفي المهرجانات وعلى جدران الشوارع والساحات. بالطبع هذا المشهد لن يروق لموسكو التي تسعى جاهدة للخروج من الازمة السورية باقل خسائر ممكنة من خلال الحل السياسي الذي تعول فيه بشكل اساسي على الجهود السعودية الرامية لتوحيد صفوف المعارضة تمهيدا للتوصل الى الاتفاق على حل ناجز منسجم مع مصالحها. مما قد يعرض العلاقة الروسية- الايرانية في هذا الحالة للاهتزاز الذي قد يصل الى حد التباعد. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement
09:10 | 2025-04-10 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك